حين تصبح التصريحات سلاحا: الحرب النفسية تشتعل بين إيران وإسرائيل

تحرير: وداد وهبي

في خضم المواجهة المتصاعدة بين إسرائيل وإيران، تزايدت التصريحات العنيفة من الطرفين، مما دفع البعض الى التساؤل: هل أصبحت التصريحات الحربية أداة استراتيجية في صراع النفوذ، أم مجرد استعراض كلامي؟ بين تحذيرات المرشد الإيراني علي خامنئي بعمل “سيهز العالم”، وتلميحات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن “حدث كبير وشيك”، تتكشف ملامح حرب من نوع آخر: حرب نفسية.

يؤكد الخبير الأمني والاستراتيجي المصري اللواء مروان مصطفى،  في حديثه أن ما نراه هو استخدام كلاسيكي لأسلحة الجيلين الرابع والخامس، حيث لا تدور المعارك فقط في الميدان، بل في العقول أيضاً. فالتلاعب الإعلامي، ونشر التوتر، والتضليل، كلها أدوات تستهدف الروح المعنوية للخصم ولشعوبه.

وتشير التحليلات إلى أن إسرائيل وإيران تمارسان التعتيم الإعلامي والتضليل بشكل متوازن فمن جهة تمنع إسرائيل تداول صور الخسائر أو تفاصيل الهجمات، ومن جهة أخرى، تواصل إيران حجب المعلومات داخليا، في محاولة للسيطرة على الرأي العام المحلي.

ويضيف مصطفى أن استهداف القيادات السياسية والعسكرية في طهران، مثّل جزءاً من محاولة لزعزعة الثقة الداخلية، وإبراز هيبة القوة الإسرائيلية. كما أن التصريحات الموجهة، كحديث ترامب عن “إخلاء فوري لطهران”، ساهمت في خلق حالة هلع، دفعت سكان العاصمة الإيرانية إلى النزوح المؤقت، في مشهد قابله نزوح مماثل من تل أبيب نحو قبرص.

من جانبه، يرى الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، أن الحرب النفسية ليست ظاهرة جديدة، بل تعود جذورها إلى الحضارات القديمة، وتبلورت كمفهوم مؤسسي على يد النازيين. فقد استخدم هتلر إذاعة جوبلز والدعاية الموجهة لإرباك خصومه، وهو ما يعاد استخدامه اليوم بصيغ أكثر تعقيدا عبر منصات التواصل الاجتماعي.

ويلفت هندي إلى أن التصريحات مثل “نحن نعرف مكان خامنئي لكننا لن نستهدفه الآن”، ليست مجرد بلاغات سياسية، بل مدروسة بدقة لإثارة القلق، وتكريس تفوق معنوي، وتحريك الجمهور نحو حالة من الانفعال المستمر.

منذ 13 من يونيو، دخلت إيران وإسرائيل في مواجهة عسكرية مباشرة، عبر سلسلة من الهجمات والغارات الإسرائيلية استهدفت مواقع نووية وعسكرية إيرانية، واغتيالات طالت عشرات القادة والعلماء. وردت طهران عبر موجات من الصواريخ والطائرات المسيّرة، وسط تعهد بالتصعيد.

لكن خلف هذا التصعيد العسكري، يتزايد حضور الحرب النفسية كأداة متقدمة لتشكيل المعركة على الأرض، ليس فقط بتهديد العدو، بل بتفكيك تماسكه الداخلي، وتحويل الخوف إلى سلاح لا يرى.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض