اتفاق سلام أولي بين رواندا والكونغو الديمقراطية بوساطة أمريكية لإنهاء النزاع

تحرير: رضى الغزال

تقترب رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية من إنهاء صراع دام لعقود، بعد التوصل إلى مسودة اتفاق سلام بوساطة أمريكية وقطرية في واشنطن، حيث يشمل الاتفاق فك الاشتباك ونزع سلاح الجماعات المسلحة ودمجها المشروط ضمن إطار أمني مشترك يهدف إلى منع تجدد المواجهات في شرق الكونغو. كما تنفي رواندا باستمرار دعمها لمجموعة إم ثلاثة وعشرين التي سيطرت على مناطق واسعة هذا العام، بينما يتضمن الاتفاق أيضا آليات لمراقبة تنفيذ بنوده من خلال لجان مشتركة بين الجانبين.

ومن جهة أخرى، يفتح هذا الاتفاق الباب أمام تدفقات استثمارية غربية ضخمة في المناطق الغنية بالمعادن في الكونغو، مع توقعات بعودة الاستقرار للمنطقة لأول مرة منذ ثلاثة عقود. وبينما يرى المراقبون أن الاتفاق يمثل تقدما ملحوظا، إلا أن عددا من القضايا الحساسة ما زالت دون حل نهائي، من بينها مصير المجموعات المسلحة وآليات عودة اللاجئين واحترام سيادة الأراضي وفتح المجال الإنساني للمساعدات، وقد أكدت الولايات المتحدة أن التوقيع الرسمي سيجرى الأسبوع المقبل بحضور كبار المسؤولين.

في المقابل، تشدد رواندا على أن وجودها العسكري في شرق الكونغو يأتي ردا على تهديدات جماعات مثل قوات الدفاع عن الديمقراطية، في حين تتبادل الحكومتان الاتهامات بدعم جماعات متمردة، وهو ما أفرز توترا متواصلا في المنطقة، ويؤكد محللون أهمية التزام الطرفين والضمانات الدولية لضمان نجاح هذا الاتفاق والبناء عليه لمستقبل يسوده الأمن والتنمية في شرق الكونغو.