تحالفات إيران مع السودان تعمق مخاطر انزلاق الخرطوم في الصراع الإيراني-الإسرائيلي

تحرير: صفاء فتحي

تشهد منطقة الشرق الأوسط تصعيدا متسارعا في التوتر بين إيران وإسرائيل، وسط تحذيرات من انزلاق الصراع إلى مواجهة مفتوحة قد تمتد تبعاتها إلى دول تواجه هشاشة أمنية، أبرزها السودان الذي يمر بأزمة داخلية معقدة. وإذا توسع نطاق النزاع بين الطرفين، قد تجد الخرطوم نفسها متورطة في شبكة إقليمية معقدة من التحالفات، خاصة في ظل استئناف العلاقات العسكرية بين السودان وطهران خلال الأشهر الأخيرة.

قدمت إيران دعما للنظام السوداني السابق خلال فترة حكم “الإنقاذ”، شمل مساعدات عسكرية وتكنولوجيا الطائرات بدون طيار، بالإضافة إلى تدريب عناصر أمنية سودانية على أراضيها. استخدمت الأراضي السودانية أيضا كممر لوجستي لتهريب أسلحة إلى جهات فاعلة في المنطقة، ما دفع إسرائيل إلى تنفيذ ضربات جوية استهدفت منشآت يعتقد ارتباطها بالنشاط الإيراني داخل السودان.

سعت طهران إلى توسيع نفوذها الجيوسياسي في البحر الأحمر عبر السودان، مما تسبب في توترات مع قوى إقليمية أخرى. وتغيرت سياسات الخرطوم مع تفاقم الأزمات الاقتصادية والسياسية، فقررت قطع العلاقات مع إيران والانضمام إلى التحالف العربي في اليمن. وعادت بعض القوى المحلية خلال الحرب الداخلية في السودان إلى تفعيل قنوات الاتصال مع طهران بحثا عن دعم عسكري وسط تعقيدات التوازنات الميدانية.

أعادت الحرب الحالية التي اندلعت في السودان خلط الأوراق، حيث اتخذت معظم الدول موقف الحياد، في حين وجد نظام الفريق البرهان المدعوم سياسيا من الإسلاميين نفسه في حاجة إلى دعم عسكري خارجي. وهنا استغل الإسلاميون علاقاتهم القديمة مع طهران، وتمت إعادة العلاقات بين الخرطوم وطهران، والتي سرعان ما ترجمت بدعم عسكري مباشر من إيران للجيش السوداني، شمل تزويده بالأسلحة والطائرات المسيرة.

أسفر هذا التقارب عن استئناف رسمي للعلاقات بين الخرطوم وطهران، تلاه تزويد الجيش السوداني بأسلحة وطائرات مسيرة. وأعاد هذا التطور رسم خريطة النفوذ داخل السودان، وطرح تساؤلات حول تداعياته في حال تصاعد المواجهة بين إيران وإسرائيل.

يزيد التشابك بين الأزمة السودانية والصراع الإقليمي من تعرض البلاد لمخاطر استراتيجية، مع احتمال استخدام أراضي السودان كورقة ضغط أو ممر لوجستي لأطراف النزاع. وقد تقابل هذه الخطوة بإجراءات مضادة داخل السودان، في ظل استمرار الحرب الداخلية التي تستنزف الموارد. ويهدد هذا الانخراط غير المباشر في نزاع أوسع يقوض الاستقرار السياسي والأمني، ويدفع السودان نحو تصعيد يتجاوز قدراته الهشة.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض