أمريكا تستهدف منشآت نووية إيرانية وسط تصاعد المواجهة مع طهران

تحرير: صفاء فتحي

شنت الولايات المتحدة ضربات جوية دقيقة استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية رئيسية، في عملية وصفت بأنها من الأكبر خلال العقود الأخيرة. وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، فجر الأحد، أن الضربات دمرت بشكل كامل منشآت فوردو، نطنز، وأصفهان، موضحا أن الهدف هو تقويض قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم، والحد مما وصفه بالتهديد النووي المتصاعد.

وأكد ترمب أن العملية نفذت بالتنسيق الكامل مع إسرائيل، التي كانت قد بدأت قبل أكثر من أسبوع حملة جوية استهدفت مواقع إيرانية. واعتبر أن التدخل الأمريكي جاء في إطار منع تصاعد الأزمة، مشيدا بالتعاون بين الجيشين الأمريكي والإسرائيلي، ومثمنا أداء القيادات العسكرية التي خططت ونفذت الهجوم، واصفا العملية بأنها نموذج للدقة والكفاءة العسكرية.

وأوضح الرئيس الأمريكي أن سلاح الجو استخدم ست قنابل خارقة للتحصينات لاستهداف منشأة فوردو، الواقعة تحت الأرض، فيما أطلقت ثلاثون صاروخا من طراز توماهوك على موقعي نطنز وأصفهان. كما شاركت في العملية قاذفات من طراز “بي-2”.

من جهتها، أفادت وسائل إعلام إيرانية بأن السلطات أخلت المنشآت الثلاث قبل الضربات الجوية، ونقلت المواد النووية الحساسة إلى مواقع أخرى، لتقليل مخاطر التسرب الإشعاعي. كما تأكد تعرض منشأة فوردو لهجوم مباشر، في حين لم تصدر الحكومة الإيرانية حتى الآن تقييما رسميا لحجم الأضرار.

وفي سياق التطورات الميدانية، أعلن عن مقتل ما لا يقل عن 430 شخصا وإصابة أكثر من 3500 آخرين في إيران منذ بداية الضربات الإسرائيلية، بينما أفيد في إسرائيل بمقتل 24 مدنيا وإصابة أكثر من 1200 شخص، نتيجة أكثر من 450 صاروخا أطلقت من داخل الأراضي الإيرانية.

وأثار التدخل الأمريكي نقاشا واسعا داخل الأوساط السياسية في واشنطن، حيث أبدى عدد من المشرعين قلقهم من غياب التفويض التشريعي المسبق للعملية العسكرية. واعتبر بعضهم أن القرار يحمل أبعادا دستورية معقدة، بينما طالب آخرون بضرورة عرض أي تحرك عسكري على السلطة التشريعية قبل تنفيذه. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى وقف فوري للعمليات العسكرية، واصفا الهجمات الأمريكية بأنها تمثل تصعيدا خطيرا و تهديدا مباشرا للسلم والأمن الدوليين.

وتصر إيران على أن برنامجها النووي ذو طابع سلمي بحت، بينما تتهمها إسرائيل بالسعي إلى امتلاك سلاح نووي، وتعتبر ذلك تهديدا لأمنها القومي. كانت إسرائيل قد بدأت هجماتها في الثالث عشر من يونيو الجاري، مدعية أن طهران كانت على وشك تطوير أسلحة نووية. وتعد إسرائيل من الدول القليلة التي لا تؤكد ولا تنفي امتلاكها لأسلحة نووية، ما يضفي مزيدا من الغموض على توازن القوى في المنطقة.

في ظل هذا التصعيد، فشلت المحاولات الدبلوماسية التي قادتها أطراف دولية في تهدئة الموقف، وسط تصاعد العمليات العسكرية وتدهور الأوضاع الإنسانية في كلا البلدين. وبينما تبقى الأوضاع مفتوحة على احتمالات متعددة، يزداد القلق من أن يؤدي استمرار المواجهة إلى تداعيات إقليمية ودولية أوسع، تتجاوز حدود الصراع المباشر بين الطرفين.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض