التصعيد الإسرائيلي-الإيراني يعمق التوترات ويهدد الاستقرار الاقتصادي في إفريقيا

تحرير: صفاء فتحي

يشهد الشرق الأوسط تصعيدا عسكريا متزايدا بين إسرائيل وإيران، مخلفا تداعيات واضحة على القارة الإفريقية التي تواجه تحديات أمنية واقتصادية متزايدة. تستغل كل من الأطراف الإقليمية والدولية الفرص والتقلبات لتعزيز نفوذها عبر تحالفات مع حكومات ونخب محلية في بعض الدول الإفريقية، ما يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي ويؤثر على قطاعات الطاقة، الأمن، والتنمية.

بدأ التصعيد بضربات جوية إسرائيلية استهدفت منشآت في إيران، مما أسفر عن مقتل مسؤولين عسكريين وعلماء نوويين، في حين أكدت إسرائيل أن الهدف هو منع تطوير قدرات عسكرية. من جانبها، حذرت إيران من ردود فعل قد تكون شديدة، مع التأكيد على حق الدفاع عن النفس.

انتشرت تداعيات النزاع إلى الأسواق المالية العالمية، حيث شهدت تقلبات في مؤشرات الأسهم وارتفاعا في أسعار النفط والذهب، مما أثار مخاوف من اضطرابات محتملة في إمدادات الطاقة. انعكس ذلك على اقتصادات إفريقية هشة تعتمد بشكل كبير على واردات الوقود، مع تأثيرات ملموسة في دول مثل غانا وجنوب أفريقيا التي شهدت تقلبات في أسعار الوقود وقيمة العملة.

على الصعيد الأمني، تتزايد التوترات في مناطق البحر الأحمر وخليج عدن، حيث تصاعدت الهجمات على الملاحة التجارية من قبل جماعات مسلحة، ما يزيد من المخاطر على الاستقرار في دول مثل الصومال، جيبوتي، وصوماليلاند، وهي ممرات بحرية استراتيجية تربط بين المحيط الهندي والبحر المتوسط عبر قناة السويس.

تشير تقارير إلى تعاون متزايد بين بعض الجماعات المسلحة المحلية، مما يعزز نفوذ هذه الفصائل في السواحل الحيوية. في الوقت نفسه، تواجه المناطق الاستراتيجية تحديات معقدة تتطلب تعاونا إقليميا ودوليا للحفاظ على الأمن والاستقرار.

في ظل هذه التطورات، تستمر الدول الإفريقية في موازنة علاقاتها مع القوى الإقليمية والدولية، حيث شهدت الأشهر الأخيرة نشاطا دبلوماسيا من إيران لتعزيز علاقاتها مع دول مثل كينيا، أوغندا، وزيمبابوي، بينما تبقى ردود الفعل الإفريقية متنوعة وتعكس التباينات الإقليمية والدبلوماسية.

تمتد تداعيات الصراع إلى قطاعات حيوية مثل الأمن الغذائي والطاقة، حيث تؤثر الهجمات المتكررة على حركة الشحن في البحر الأحمر وقناة السويس على واردات الغذاء والوقود، مما يزيد الضغوط على اقتصادات تعاني من نقص العملة الأجنبية وارتفاع التضخم.

تعكس هذه الأحداث التعقيدات التي تواجهها إفريقيا في ظل الصراعات الجيوسياسية، وتبرز الحاجة لتعزيز القدرة على المناورة السياسية والاقتصادية في نظام عالمي متقلب، يفرض تحديات متزايدة على القارة دون أن يتيح لها هامشا واسعا للحركة.