مؤشر السلام العالمي 2025: إثيوبيا في صدارة الدول الإفريقية الأكثر تضررا من النزاعات

تحرير: صفاء فتحي

صنف مؤشر السلام العالمي لعام 2025، الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام، إثيوبيا ضمن أكثر الدول الإفريقية تضررا من النزاعات، إلى جانب السودان، جنوب السودان، وجمهورية الكونغو الديمقراطية. ويأتي هذا التصنيف في سياق ارتفاع عدد الصراعات التي تقودها دول إلى 59 صراعا حول العالم، وهو أعلى رقم يسجل منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، في وقت تشهد فيه القارة الإفريقية بعضا من أعقد بؤر التوتر وأكثرها هشاشة.

ورغم أن توقيع اتفاقية بريتوريا أنهى رسميا الحرب التي استمرت عامين في منطقة تيغراي شمال إثيوبيا، أشار التقرير إلى أن التوتر القائم بين أديس أبابا وأسمرة لا يزال يعد من بين أخطر النزاعات القابلة للتصعيد، محذرا من إمكانية تحوله إلى مواجهة مفتوحة ما لم تعتمد إجراءات وقائية فعالة.

وركز التقرير على استمرار أعمال العنف في منطقتي أمهرة وأوروميا، حيث تتفاقم الأوضاع الأمنية والإنسانية. وتشهد أمهرة منذ نحو عامين مواجهات عنيفة بين القوات الحكومية وجماعات مسلحة محلية، في حين تستمر الاشتباكات المسلحة في أوروميا منذ ست سنوات، وسط غياب إطار سياسي واضح لتسوية النزاع.

يعكس إدراج إثيوبيا في قائمة الدول الأكثر تضررا من النزاعات مدى تعقيد المشهد الأمني في منطقة القرن الإفريقي، حيث تتداخل الأزمات الداخلية مع التوترات الإقليمية، في سياق يتطلب حلولا طويلة الأمد تتجاوز المقاربات العسكرية. ويشدد التقرير على ضرورة إطلاق مسار دبلوماسي فعال، وتفعيل جهود الوساطة الإقليمية والدولية، من أجل التوصل إلى تسويات سياسية شاملة تعزز الاستقرار وتخفف من حدة الأزمات المتفاقمة في المنطقة.