الولايات المتحدة تختبر رادارا بعيد المدى لتعزيز منظومة الدفاع الصاروخي “القبة الذهبية”

تحرير: صفاء فتحي

اختبرت وزارة الدفاع الأمريكية رادارا بعيد المدى في ألاسكا، قادرا على كشف وتعقب التهديدات الصاروخية العابرة للقارات، في إطار تعزيز قدرات منظومة الدفاع الصاروخي المعروفة باسم “القبة الذهبية”. ويعد هذا الاختبار خطوة متقدمة ضمن مساعي الجيش الأمريكي لتطوير نظام وقائي يهدف إلى صد الهجمات الصاروخية المحتملة من روسيا أو الصين، وحماية الأراضي الأمريكية وحلفائها.

صممت شركة “لوكهيد مارتن” الرادار ضمن نظام الدفاع الصاروخي الأرضي القائم المعروف باسم “ميدكورس ديفينس”، الذي يركز على تعزيز فاعلية الصواريخ الاعتراضية المنتشرة في ألاسكا وكاليفورنيا. ويهدف النظام إلى التصدي للتهديدات المحتملة من دول مثل إيران وكوريا الشمالية، ضمن استراتيجية دفاع أمريكية متطورة.

وجرى تنفيذ الاختبار العملي للرادار بالتنسيق بين وكالة الدفاع الصاروخي الأمريكية، قوات الفضاء، والقيادة الشمالية، داخل محطة “كلير سبيس فورس” في ألاسكا. وتم خلال العملية إطلاق هدف تجريبي فوق شمال المحيط الهادئ، قطع أكثر من 2000 كيلومتر قبل أن يتم تعقبه بنجاح بواسطة الرادار، مما أتاح جمع بيانات دقيقة حول أداء النظام في ظروف ميدانية تحاكي الهجمات الفعلية.

يأتي هذا المشروع ضمن جهود أوسع لإنشاء شبكة دفاع صاروخي متطورة تعتمد على الأقمار الاصطناعية لرصد الصواريخ، تعقبها، واعتراضها في الوقت المناسب، مستلهمة من نظام القبة الحديدية الإسرائيلية. ورغم الكلفة الضخمة التي وصلت إلى 175 مليار دولار، والجدل السياسي والتمويلي المحيط بالمشروع، يستهدف القادة الأمريكيون تشغيل “القبة الذهبية” بحلول يناير 2029.

مع ذلك، يعبر خبراء عن تحفظاتهم إزاء الجدول الزمني ومصادر التمويل، مشيرين إلى التحديات التقنية والمالية التي قد تؤخر تنفيذ النظام على النطاق المطلوب. وينظر إلى هذا التطور في سياق التوترات الجيوسياسية المتصاعدة والتنافس التكنولوجي بين القوى الكبرى، ما يبرز أهمية تحديث أنظمة الدفاع الصاروخي لمواجهة التهديدات الحديثة والمتنوعة.

تعكس هذه الخطوة التزام الولايات المتحدة المستمر بتطوير تقنيات دفاعية متقدمة لضمان أمنها وأمن حلفائها في بيئة دولية متقلبة، حيث تتغير طبيعة الصراعات وتتصاعد التحديات الأمنية بشكل مستمر.