اتفاق سلام تاريخي بين الكونغو الديمقراطية ورواندا برعاية أمريكية

تحرير: عمر قادر

توقع جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، اليوم الجمعة في واشنطن، اتفاق سلام هو الأول من نوعه منذ تصاعد التوترات بين البلدين، برعاية مباشرة من الولايات المتحدة الأميركية، الاتفاق يهدف إلى إنهاء النزاع الدموي في شرق الكونغو، والذي أودى بحياة آلاف المدنيين خلال السنوات الماضية، وينظر إليه بوصفه خطوة مفصلية نحو استقرار إقليمي طال انتظاره في منطقة البحيرات الكبرى.

يأتي هذا الاتفاق استنادا إلى إعلان مبادئ تم التوصل إليه في أبريل، ينص على احترام السيادة وسلامة الحدود، ووقف فوري للأعمال العدائية، إضافة إلى التزامات متبادلة بشأن نزع سلاح الجماعات المسلحة غير الحكومية، وإعادة إدماجها ضمن آلية أمنية منسقة بين الطرفين. الرئيس الأميركي دونالد ترامب أشاد بنتائج الوساطة التي رعتها بلاده، وصرح عبر منصته “تروث سوشيال” بأنها “نهاية لحرب دموية وبداية جديدة للسلام في إفريقيا”.

حفل التوقيع يعقد بحضور وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، إلى جانب وزيرة خارجية الكونغو الديمقراطية تيريز كاييكوامبا فاغنر، ووزير خارجية رواندا أوليفييه ندهونغيريهي، على أن يستقبل الوزيران لاحقا في البيت الأبيض. ويعد هذا الاتفاق ثمرة ثلاثة أيام من الحوار المكثف بين الوفدين، تركزت حول القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية العالقة.

وساطة قطرية موازية ساهمت في تمهيد الطريق لهذا التفاهم، بعدما جمعت الرئيس الرواندي بول كاغامي ونظيره الكونغولي فيليكس تشيسكيدي في لقاء احتضنته الدوحة منتصف مارس، ومن المنتظر أن يعقد لقاء جديد بين الرئيسين في واشنطن خلال يوليو المقبل، ما يعكس الاهتمام الدولي المتزايد بملف النزاع في شرق الكونغو.

الاتفاق لا يعد مجرد تسوية سياسية بين بلدين متجاورين، بل اختبارا حقيقيا لفعالية الجهود الدولية في حل النزاعات الأفريقية المتشابكة، ومدى استعداد الأطراف المتنازعة للالتزام بخريطة طريق تضمن استدامة السلام في منطقة عانت طويلاً من التدخلات والصراعات العابرة للحدود.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض