احتفالات وأمل: فتح الحدود بين إثيوبيا وإريتريا يعيد الحياة إلى عائلات فرّقها الصراع

تحرير: وداد وهبي

للمرة الأولى منذ خمس سنوات، عمت مشاهد الفرح مناطق الحدود بين إثيوبيا وإريتريا، حيث احتفل الأهالي بإعادة فتح المعابر التي كانت قد أغلقت بفعل الصراعات والنزاعات السياسية، مما أنهى عزلة قسرية فرقت عائلات بأكملها.

فمنذ عام 2020، عندما اندلع النزاع في إقليم تيغراي شمالي إثيوبيا، تم إغلاق الحدود بشكل تام في خطوة عسكرية عكست تدهور العلاقات بين أديس أبابا وأسمرا، رغم التقارب التاريخي الذي شهدته العلاقات عام 2018 عقب توقيع اتفاق سلام بين الطرفين.

خلال السنوات الماضية، تحولت الحدود إلى منطقة ملغمة سياسيا وأمنيا، حيث فصلت العشائر والعائلات التي دأبت لسنوات على التبادل الاجتماعي والتجاري بين الجانبين. عشرات الآلاف من الأشخاص، خاصة من اللاجئين المقيمين في أديغرات، وجدوا أنفسهم معزولين عن أقاربهم ومعتمدين على المساعدات الإنسانية في ظروف معيشية صعبة.

لكن يوم الأحد الماضي، كسر قادة المجتمع حاجز الصمت وأطلقوا احتفالات واسعة على جانبي الحدود، إيذانا بمرحلة جديدة من التواصل والأمل. ارتفعت الهتافات والشعارات الداعية إلى طي صفحة الماضي: “كفى من الماضي، دعونا نجلس على طاولة السلام ونبني مستقبلا أفضل.”

لم يقتصر فتح المعابر على لم الشمل العائلي، بل أعاد تحريك العجلة التجارية المحلية. ففي الأسواق الحدودية، يتداول الآن كل من البر الإثيوبي والناكفا الإريتري بحرية، في مشهد يعكس عودة الثقة تدريجيا. غير أن البنية التحتية في مدينة زالامبيسا، التي تعتبر شريانا حيويا على الحدود، لا تزال مدمرة جزئيا، وتفتقر إلى خدمات الاتصالات والمصارف، ما يستدعي جهودا إنمائية ودعما دوليا واسعا.

في المقابل، بدأت بوادر التعافي تظهر من خلال استعادة تدريجية للخدمات الأساسية مثل المياه والتعليم والرعاية الصحية، بفضل تضافر الجهود بين المجتمع المحلي والمانحين.

يرمز فتح الحدود اليوم إلى أكثر من عبور جغرافي؛ إنه عودة الروح إلى منطقة عانت كثيرا من الانقسامات والخذلان. وقد يكون هذا الحدث بارقة أمل نحو تطبيع أوسع، يعيد بناء الثقة بين دولتين جارتين وشعبين يشتركان في أكثر من الجغرافيا.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض