اختفاء الحمير يفاقم معاناة القرى الإفريقية ويهدد استقرارها

تحرير: هالة البصير

تشهد مناطق واسعة من القرى الإفريقية أزمة متفاقمة تتمثل في التراجع الحاد لأعداد الحمير، حيث تعصف موجة صامتة بحياة السكان وتزيد من هشاشة أوضاعهم. تقف خلف هذا النزيف المتواصل تجارة عالمية تبحث عن جلود الحمير، وخاصة من أجل صناعات صينية تقليدية تعتمد على الجيلاتين المستخرج منها، ما دفع آلاف الحيوانات إلى أيدي المهربين والأسواق غير القانونية.

وتتأثر حياة العائلات في القرى بشكل مباشر، إذ تعتمد الأسر على الحمير في تنقلاتها اليومية وجلب المياه ونقل المحاصيل. ومع تفاقم هذه الظاهرة، تتضرر النساء بشكل أكبر، إذ تزداد أعباؤهن في تدبير شؤون البيت ومرافقة الأطفال إلى المدارس. تتسبب هذه الأزمة في تفاقم الفقر، إذ تضعف فرص التعليم وتتراجع المداخيل ويتقلص النشاط الفلاحي بشكل كبير، ما يعمق العزلة في القرى ويفرض واقعا اجتماعيا واقتصاديا قاسيا.

وفي مواجهة هذا الوضع، لجأت حكومات عدة إلى فرض قيود على تصدير الحمير، غير أن ضعف الرقابة وانتشار الفساد يجعل من هذه الإجراءات مجرد حلول جزئية لا ترقى إلى معالجة جذرية. في المقابل، يستمر نشاط شبكات التهريب المنظمة التي تستفيد من هشاشة الرقابة والطلب المرتفع في الخارج.

إن تفاقم هذه الأزمة وتجاهلها إعلاميا ودوليا يهدد التماسك الاجتماعي في القرى الإفريقية ويزيد من معاناة الفئات الأكثر هشاشة. الأمر يستدعي تحركا حقيقيا من أجل حماية الموارد الحيوانية المحلية وصون الاستقرار المجتمعي للقرى.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض