مأساة البكالوريا في بانغي: 29 تلميذا قضوا نحبهم دهسا و260 جريحا بعد انفجار محول كهربائي أثناء الامتحانات

تحرير: وداد وهبي

شهدت العاصمة بانغي في جمهورية إفريقيا الوسطى فاجعة مروعة أول أمس الأربعاء، حيث لقي ما لا يقل عن 29 طالبا مصرعهم وأُصيب 260 آخرون بجروح متفاوتة، إثر تدافع جماهيري داخل ثانوية “بارتيليمي بوغاندا” أثناء إجراء امتحانات البكالوريا. وقع الحادث بعد انفجار مفاجئ في محول كهربائي داخل المؤسسة التعليمية، ما أثار الذعر بين أكثر من 5000 طالب كانوا يخضعون للاختبار، ودفعهم للفرار في حالة من الهلع ظنا منهم أن المبنى يوشك على الانهيار.

وأوضح شهود عيان أن صوت الانفجار وتصاعد الدخان في الممرات خلقا حالة من الهلع الشديد، دفعت بعض الطلبة إلى القفز من الطابق الأول، في حين عجز كثيرون عن الهروب نظرا لضيق أبواب الخروج. وقال أحد الناجين للإذاعة الفرنسية الدولية: “كنا في منتصف امتحان التاريخ والجغرافيا حين دوى الانفجار، الجميع ركض نحو النجاة، ولكن الموت كان في انتظار كثيرين عند الأبواب الضيقة”.

وقد أكد وزير التربية الوطنية، أوريليان سيمبليس كونغبيليت-زيمغاس، أن التحقيقات قد بدأت، معربا عن “أحر التعازي لعائلات الضحايا”، ومتمنيا الشفاء العاجل للمصابين. وأضاف: “نتحمل مسؤولية توفير بيئة آمنة لأبنائنا، وهذا ما سنعمل عليه فورا”. كما أعلنت وزارة الصحة أن 16 من بين القتلى هن طالبات، في حين نُقل الجرحى إلى مستشفيات محلية لتلقي العلاج، وقد أمر الرئيس فوستان-أركانج تواديرا بتوفير الرعاية الصحية المجانية لجميع المصابين.

في أعقاب الكارثة، عبر أولياء الأمور وأفراد من المجتمع المحلي عن سخطهم، متهمين الحكومة بالإهمال في صيانة المحول الكهربائي. وقال غيديون سير نغاييسيه، رئيس جمعية أولياء الأمور، إن “هذه الكارثة نتيجة مباشرة لغياب الصيانة اللازمة”، محمّلًا السلطات مسؤولية ما جرى.

ووفقًا لبيان الجمعية الوطنية، تسبب الانفجار في حالة من الذعر وسط الطلاب، وأدى إلى تدافع جماعي كان أشبه بكابوس. وعلى أثر ذلك، أعلنت وزارة التعليم تعليق الامتحانات، كما أعلن الرئيس الحداد الوطني في البلاد.

تذكرحادثة بانغي  بضرورة تعزيز معايير السلامة في المنشآت التعليمية، لا سيما خلال الفترات الحساسة كفترة الامتحانات. التحقيقات جارية، والمجتمع المحلي يطالب بمحاسبة المسؤولين وتوفير ضمانات حقيقية لحماية التلاميذ مستقبلا.