بين صيد الأسود وشرب الدم: عادات غريبة تحافظ على تراث الماساي

تحرير: سلمى كرماس

تُعد قبيلة الماساي من أشهر القبائل في شرق إفريقيا، وتنتشر في مناطق واسعة من كينيا وتنزانيا، حيث يعيش أكثر من 300 ألف نسمة يتحدثون لغات محلية خاصة بهم. يُعرف أفراد القبيلة بأسلوب حياتهم شبه الرحّل الذي يعتمد على تربية الماشية، كما يتميزون بعاداتهم وتقاليدهم الصارمة التي تمثل رابطًا قويًا بين الأجيال، وتُعتبر شهادة على صمودهم رغم التغيرات الكبيرة التي طرأت على المنطقة. ويتسم الماساي بالمظهر الفريد، خصوصًا بشعرهم الأحمر وملابسهم المزينة بالخرز، التي تُبرز هويتهم القبلية الفريدة.

من بين العادات الغريبة والمميزة للماساي، أن الشاب لا يُمنح لقب “محارب” إلا بعد أن يثبت شجاعته من خلال مهمة صيد الأسد بمفرده في البراري، وهو اختبار قاسٍ يرمز إلى النضج والقدرة على حماية القبيلة من المخاطر. تمر حياة أبناء القبيلة بطقوس جسدية صعبة تبدأ في سن الطفولة، حيث يخضع الأولاد لعمليات ختان مؤلمة تشمل إزالة بعض الأسنان ووشم الجسم، فضلاً عن ثقوب الأذنين التي تتسع تدريجياً باستخدام أدوات تقليدية، في حين تتحمل النساء مسؤوليات بناء المنازل ورعاية الأسرة، يظل الرجال مسؤولين عن حماية الماشية والقرية مما يعكس تقسيم أدوار واضحًا داخل المجتمع.

ويشكل شرب دم الماشية من أغرب العادات الغذائية لدى الماساي، حيث يُستهلك الدم، أحيانًا ممزوجًا بالحليب، كمصدر هام للبروتين ويُعتقد أنه يعزز المناعة ويخفف من أعراض التسمم والضعف الجسدي. يعيش أفراد القبيلة على وجبتين أساسيتين يوميًا، ويحرصون على عدم خلط الحليب باللحوم.

رغم كل هذه التقاليد التي تبدو غريبة للبعض، يظل شعب الماساي محافظًا على إيمانه بأن الموت هو نهاية الرحلة، لذا لا يدفنون موتاهم وإنما يتركون جثثهم في الأدغال لتأكلها الحيوانات، معتقدين أن الدفن يضر بالأرض ويخالف دورة الحياة الطبيعية. تواجه القبيلة اليوم تحديات كبيرة مثل تراجع الأراضي الرعوية وضغوط التمدن، لكنها تبقى رمزًا قويًا للتراث الأفريقي الأصيل، حيث تتجسد في عاداتها الغريبة قصة الشجاعة والصمود التي تميز هذا الشعب الفريد عبر الأزمان.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض