من الصحراء إلى الكهرباء: تمويل جديد يسرع مشاريع الطاقة الشمسية في منطقة الساحل

تحرير: وداد وهبي

في خطوة جديدة نحو تسريع التحول الطاقي في منطقة الساحل الإفريقي، وافق مجلس إدارة مجموعة البنك الإفريقي للتنمية على تقديم منحة بقيمة 5.03 ملايين دولار أمريكي لدعم المرحلة الثانية من برنامج المساعدة الفنية ضمن مبادرة “من الصحراء إلى الطاقة” (Desert to Power). المبادرة، التي تستهدف الاستفادة من الإمكانات الشمسية الهائلة في منطقة الساحل، تهدف إلى توليد ما يصل إلى 10 جيغاواط من الطاقة الشمسية بحلول عام 2030، وربط 250 مليون شخص بالكهرباء في 11 دولة تمتد من السنغال غربًا إلى جيبوتي شرقًا.

يهدف التمويل الجديد القادم من صندوق الطاقة المستدامة لأفريقيا (SEFA)، التابع للبنك الإفريقي للتنمية،  إلى إزالة العوائق أمام استثمارات القطاع الخاص في مشاريع الطاقة المتجددة، مع التركيز على إنشاء شبكات طاقة صغيرة خضراء وتوسيع قدرات الإنتاج المرتبطة بالشبكات الوطنية أو الموزعة بشكل لامركزي، بما يتلاءم مع احتياجات السكان المحليين.

وتتضمن هذه المرحلة من البرنامج إعداد دراسات جدوى تقنية ومالية واقتصادية وبيئية واجتماعية لمشاريع طاقة شمسية على مستوى الشبكات الوطنية في الدول المعنية، إلى جانب دراسات مماثلة لمشاريع لامركزية في نيجيريا. كما سيشمل البرنامج تنفيذ خطة شاملة لبناء القدرات المؤسساتية، موجهة للهيئات التنظيمية وشركات الكهرباء والوزارات المختصة، مع مراعاة دمج مقاربة النوع الاجتماعي في جميع الأنشطة التدريبية والتأهيلية.

يمثل هذا التطور استكمالا للمرحلة الأولى التي انطلقت في مارس 2023، والتي ركزت على بلدان مثل مالي وموريتانياروبوركينا فاسو وتشاد، وأسفرت عن إعداد دراسات حول دمج الطاقة المتجددة المتغيرة ضمن شبكات كهربائية مترابطة أو مجزأة، وأدت إلى تحديد مشاريع أولوية من بينها إنشاء محطات شمسية وأنظمة لتخزين الطاقة عبر البطاريات.

ينظر إلى هذه المبادرة كخطوة استراتيجية لا تقتصر فقط على سد فجوة الكهرباء، بل أيضا على تحفيز النمو الاقتصادي، وخلق فرص العمل، وتعزيز الأمن الطاقي في واحدة من أكثر مناطق العالم هشاشة من حيث التزود بالكهرباء.