واشنطن خططت 15 عاما لاستهداف منشأة فوردو الإيرانية تحت الأرض

تحرير: صفاء فتحي

طورت الولايات المتحدة قنابل خارقة للتحصينات طيلة 15 عاما خصيصا لاستهداف منشأة “فوردو” الإيرانية لتخصيب الوقود النووي، وفق ما كشفه رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الجنرال دان كين، الذي أكد أن الضربة الأخيرة على المنشأة جاءت تتويجا لعملية تخطيط دقيقة بدأت منذ عام 2009، تاريخ اكتشاف الموقع المدفون في عمق جبل على بعد نحو نصف ميل من السطح.

في ذلك الوقت، خلص خبراء من وكالة الدفاع لخفض التهديدات (DTRA) إلى أن الترسانة الأمريكية تفتقر إلى سلاح قادر على اختراق هذا النوع من المنشآت المحصنة، ما دفع البنتاغون إلى تطوير قنبلة “GBU-57”، التي تزن 30 ألف رطل وصممت خصيصا لاختراق التحصينات العميقة، ولا يمكن إطلاقها إلا من خلال قاذفات “B2” الشبحية.

شارك في تصميم هذه القنبلة عدد كبير من العلماء والمهندسين، من بينهم حاملو شهادات دكتوراه، أجروا محاكاة متقدمة باستخدام الحواسيب العملاقة، حتى أصبحت تلك الجهود بحسب كين واحدة من أكبر عمليات استخدام قدرات الحوسبة الفائقة في الولايات المتحدة آنذاك. وقد خضعت القنبلة لاختبارات مكثفة باستخدام نماذج كاملة ضد أهداف تحاكي بدقة تصميم منشأة فوردو.

تتألف “GBU-57” من هيكل فولاذي صلب، شحنة متفجرة عالية القدرة، وفتيل مبرمج بدقة يتأخر انفجاره حتى تتمكن القنبلة من اختراق الهدف إلى العمق المطلوب قبل التفجير، لضمان أقصى تأثير ممكن. ويحدد هذا الفتيل زاوية الاصطدام وتوقيت التفجير بدقة، حسب طبيعة الهدف.

اعتمدت الضربة الأخيرة على معلومات استخباراتية متراكمة، سمحت بتحديد نقاط الضعف المحتملة داخل المنشأة، لاسيما فتحات التهوية، التي جرى استهدافها لتمرير القنابل إلى أعماق المنشأة المحصنة. وشكلت العملية خلاصة تعاون طويل بين البنتاغون وقطاعات صناعية وعسكرية، لتطوير سلاح دقيق يتوافق مع طبيعة الهدف.

هذا التوجه يعكس استراتيجية أمريكية ممتدة لتطوير أدوات تتيح التعامل مع مواقع شديدة التحصين، دون أن يفسر بالضرورة على أنه تحول في سياسة واشنطن المعلنة تجاه البرنامج النووي الإيراني، الذي لا يزال خاضعا لرقابة دولية دقيقة.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض