ماكرون يدعو إلى مؤتمر إنساني بعد توقيع اتفاق السلام بين الكونغو ورواندا

تحرير: رضى الغزال

رحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالتوقيع على اتفاق السلام بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا والذي تم برعاية الولايات المتحدة الأمريكية، واعتبر هذا الحدث خطوة تاريخية نحو إنهاء الصراعات التي شهدتها منطقة شرق الكونغو على مدى عقود من النزاعات المسلحة والاضطرابات السياسية. وأكد ماكرون أن هذا الاتفاق يشكل فرصة حقيقية لإرساء الاستقرار وتعزيز السلام في منطقة البحيرات الكبرى التي عانت طويلا من آثار النزاعات المسلحة التي أدت إلى معاناة إنسانية كبيرة وتدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية.

يشمل الاتفاق الذي تم توقيعه في العاصمة الأمريكية واشنطن، مجموعة من الإجراءات الهامة التي تهدف إلى خفض التصعيد العسكري بين الطرفين، وحماية المدنيين، وتسهيل عودة الأسر النازحة واللاجئين إلى مناطق سكناهم الأصلية. كما ينص الاتفاق على إنشاء آلية مشتركة لمراقبة تنفيذ الالتزامات، مما يعكس الرغبة الحقيقية لدى الأطراف المعنية في تحقيق سلام دائم ومستدام وتحسين الظروف المعيشية للمتضررين من النزاع. ويشمل الاتفاق أيضا بنودا تتعلق بنزع سلاح الجماعات المسلحة غير الحكومية ودمجها في المجتمع، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الأمني والإقليمي.

في سياق متصل، تعمل الدبلوماسية الفرنسية على تنظيم مؤتمر إنساني واسع النطاق مقرر عقده في الخامس والعشرين من يوليوز المقبل، يهدف إلى مناقشة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في شرق الكونغو التي أثرت على مئات الآلاف من المدنيين وتسببت في تحديات كبيرة على صعيد توفير الغذاء والرعاية الصحية والتعليم. ويأمل ماكرون أن يحضر هذا المؤتمر رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية ورئيس رواندا، من أجل تعزيز التعاون الإقليمي ومساندة الجهود الدولية الرامية إلى توفير الدعم الإنساني اللازم للمتضررين، بالإضافة إلى المساهمة في تحقيق تنمية مستدامة في المنطقة بما يضمن استقرارها على المدى الطويل.

تأتي هذه المبادرة في إطار استراتيجية دولية أوسع تهدف إلى تحقيق الأمن والتنمية في منطقة البحيرات الكبرى، التي تعد من أكثر المناطق تعقيدا على مستوى القارة الأفريقية من حيث النزاعات المسلحة والتحديات التنموية، حيث تسعى الأطراف الفاعلة إلى وضع حد للأزمات المستمرة عبر دعم الحلول السياسية والإنسانية الشاملة. وتعكس هذه الخطوات الدور الفاعل الذي تلعبه فرنسا في الساحة الدولية وفي دعم جهود السلام والتنمية في القارة الأفريقية.