الطلب الصيني يدفع صادرات غينيا من البوكسيت إلى أعلى مستوى في تاريخها

تحرير : وداد وهبي

سجلت صادرات البوكسيت من جمهورية غينيا ارتفاعا قياسيا بنسبة 39%، لتصل إلى 48.6 مليون طن في الربع الأول من عام 2025، مقارنة بـ34.9 مليون طن في نفس الفترة من عام 2024، وفقًا لبيانات وزارة المناجم والجيولوجيا الغينية، رغم التحديات التنظيمية التي تواجهها بعض الشركات المشغّلة الكبرى.

وخلال هذه الفترة، غادرت 312 سفينة محملة بالبوكسيت الموانئ الغينية، مقابل 225 سفينة فقط في الربع الأول من العام الماضي، ما يعكس ديناميكية تصديرية متزايدة مدفوعة بطلب صيني متنام على هذا المعدن الاستراتيجي.

ورغم الحظر المفروض على وحدة شركة “الإمارات العالمية للألمنيوم” في غينيا، التي كانت قد صدّرت 3.6 مليون طن في الربع الأول من 2024، إضافة إلى القيود التي طالت شركات أخرى مثل AGB2A/SDM التابعة لـ”هونغتشياو” الصينية، فإن إجمالي الصادرات واصل النمو، في مؤشر على متانة القطاع.

ويقدر الخبير المستقل في اقتصاد المعادن برنابي سانشيز أن حجم الصادرات الأسبوعي الحالي (3.7 مليون طن) يشير إلى وتيرة سنوية قد تبلغ 199 مليون طن بحلول نهاية 2025، مقارنة بـ146 مليون طن في العام السابق. وأكد أن هذا النمو يعكس “مرونة القطاع في ظل استمرار الطلب القوي من الصين منذ عام 2016”.

ويعد البوكسيت مادة خام أساسية في صناعة الألمنيوم، وقد توجهت غالبية صادرات غينيا إلى الصين، حيث سجل إنتاج الألمنيوم ارتفاعا وفقا للمكتب الوطني للإحصاء في الصين، الذي أعلن إنتاج 18.59 مليون طن خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام، بزيادة 4% عن الفترة ذاتها من عام 2024.

وساهمت الشركات ذات الحضور الصيني بشكل لافت في هذا النمو، وفي مقدمتها شركة سوسيتيه مينيير دو بوكيه (SMB) التي تصدرت قائمة المصدرين بـ18.4 مليون طن، أي بزيادة 41% عن العام الماضي. كما ارتفعت صادرات شركة تشالكو المملوكة للدولة إلى 5.1 مليون طن (+35%)، فيما بلغت صادرات AGB2A/SDM ثمانية ملايين طن رغم التحديات التنظيمية.

وتؤكد هذه الأرقام على تنامي النفوذ الصيني في استغلال الموارد الغينية من البوكسيت، في وقت تستمر فيه بكين في توسيع طاقتها الإنتاجية من الألمنيوم. ففي عام 2024، بلغت واردات الصين من البوكسيت 158.7 مليون طن، حازت غينيا منها على حصة تقارب 70%.

وقد كثّفت غينيا جهودها في تطوير البنية التحتية لموانئها من أجل تلبية الطلب المتزايد وتعزيز مكانتها كأحد أبرز مورّدي البوكسيت عالميًا. وفي هذا السياق، ألغت السلطات العسكرية الحاكمة في مايو 2025 نحو 129 ترخيصًا استكشافيًا، ضمن مسعى لإعادة تنظيم القطاع وتعزيز السيطرة على الموارد الطبيعية للبلاد.