ملف الجزر المتناثرة يعود إلى طاولة التفاوض بين فرنسا ومدغشقر

تحرير: صفاء فتحي

شهدت العاصمة الفرنسية باريس انطلاق الجولة الثانية من اجتماعات اللجنة المشتركة بين فرنسا ومدغشقر، في إطار مساع جديدة لإعادة تحريك ملف السيادة على الجزر المتناثرة، وهو الملف الذي ظل معلقا منذ الاجتماع الأول الذي عقد في نونبر 2019 بالعاصمة أنتاناناريفو.

 

تتمسك مدغشقر بحقها في استعادة هذه الجزر، في حين تصر فرنسا على أنها جزء لا يتجزأ من أراضيها. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد جدد، خلال زيارة سابقة إلى مدغشقر، تأكيد موقف بلاده الداعم للسيادة الفرنسية، مقترحا فكرة إدارة مشتركة، وهو ما أثار جدلا واسعا داخل مدغشقر.

 

يترأس وفد مدغشقر وزير الخارجية رافارافيتافيكا راساتا، يرافقه عدد من كبار المسؤولين، في إشارة إلى جدية التوجه التفاوضي من جانب أنتاناناريفو. في المقابل، يقود الوفد الفرنسي وزير الشؤون الأوروبية والخارجية جان نويل بارو، في وقت تواصل فيه باريس تعزيز حضورها في هذه الجزر، من خلال تحويل جزر غلوريوز إلى محمية طبيعية عام 2021 وتوسيع البرامج البيئية، وهي خطوات ينظر إليها في مدغشقر بوصفها تكريسا للسيادة الفرنسية.

 

وفي تطور لافت، اتسم الخطاب الرسمي لمدغشقر في الآونة الأخيرة بقدر أكبر من المرونة، إذ خلا آخر بيان رسمي من أي إشارة صريحة إلى مطلب “الاسترجاع”، ما يعزز احتمالات التوصل إلى صيغة إدارة مشتركة، رغم استمرار حالة الغموض التي تحيط بمسار المحادثات.

 

وتتجه الأنظار إلى نتائج هذه الجولة، في ظل تساؤلات إقليمية ودولية حول ما إذا كانت باريس و أنتاناناريفو ستنجحان في تجاوز الخلافات التاريخية، أو ما إذا كان الجمود سيبقى سائدا في نزاع طال أمده وأجج التوتر بين البلدين لعقود.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض