فرنسا تسلم السنغال قاعدة عسكرية في إطار انسحابها التدريجي من البلاد

تحرير: صفاء فتحي

سلمت فرنسا للسنغال قاعدة عسكرية كانت تحت سيطرة جيشها، في إطار انسحابها التدريجي من البلاد الواقعة في غرب أفريقيا. جاء ذلك بعد إعلان رئيس السنغال بشير ديوماي فاي في نهاية العام الماضي ضرورة إغلاق جميع القواعد العسكرية الفرنسية في السنغال بحلول عام 2025، في خطة بدأت عمليا منذ مارس الماضي بتسليم أولى المنشآت للسلطات السنغالية.

وأفاد بيان للسفارة الفرنسية في السنغال أن فرنسا سلمت مركز اتصالات عسكرية في مدينة روفيسك قرب دكار، حيث كان المركز مسؤولا عن الاتصالات على الساحل الجنوبي للمحيط الأطلسي منذ عام 1960. تأتي هذه الخطوة في سياق تطورات تعكس إعادة ترتيب العلاقة بين باريس ودكار، خاصة بعد تولي فاي السلطة في 2024، تعهد بمعاملة فرنسا كشريك أجنبي عادي بعيدا عن العلاقات الاستعمارية السابقة.

وأعلنت السلطات السنغالية أن جميع الموظفين السنغاليين الذين يعملون لصالح القوات الفرنسية في البلاد سيسرحون اعتبارا من الأول من يوليوز الجاري، ما يعكس توجها واضحا نحو تعزيز السيادة الوطنية وتقليل الاعتماد على النفوذ العسكري الأجنبي.

يذكر أن السنغال، التي نالت استقلالها عام 1960، ظلت لفترة طويلة واحدة من أقرب الحلفاء الفرنسيين في أفريقيا، لكن التحولات السياسية الأخيرة تعكس رغبة متزايدة في إعادة تحديد طبيعة العلاقات مع فرنسا ضمن سياق يواكب التحولات الإقليمية والدولية.

تعكس هذه الخطوات موقفا يتسم بالوعي المتزايد لدى الدول الأفريقية تجاه السيادة الوطنية وإدارة مصالحها العسكرية والأمنية، ضمن إطار التوازن بين التعاون الدولي والاعتماد على القدرات المحلية. كما تأتي هذه التغيرات في وقت تشهد فيه أفريقيا ديناميات متجددة في مجال العلاقات الدولية، خاصة مع تعزيز دور القوى الإقليمية والصاعدة على الساحة العالمية.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض