الخطوط الجوية الليبية تنفي شائعات الإفلاس وتناشد السلطات لدعم الناقل الوطني

تحرير: وداد وهبي

نفت الخطوط الجوية الليبية بشكل قاطع ما تم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشأن إعلان إفلاسها، مؤكدة أنّ نشاطها ما يزال مستمرًا رغم المصاعب التشغيلية والمالية التي تعصف بها. وفي بيان رسمي، شدّدت الشركة على أهمية التدخل الحكومي العاجل للحفاظ على استمرارية هذا المرفق الجوي السيادي الذي يُعدّ ركيزة أساسية في قطاع النقل الليبي.
وقد أوضح أحمد الطيرة المتحدث الرسمي باسم الشركة، في تصريح صحفي أنّ ما يُشاع حول انهيار الشركة ماليًا عارٍ تمامًا عن الصحة، مشيرًا إلى أنّ المؤسسة تواصل تقديم خدماتها للمواطنين، وتبذل جهودًا كبيرة لإصلاح أوضاعها التنظيمية والتشغيلية، رغم ما وصفه بـ”الظروف القاسية”.
وأضاف الطيرة أنّ الشركة لم تتلق أي دعم مالي حقيقي منذ ثلاث سنوات، على الرغم من الخسائر الجسيمة التي لحقت بأسطولها نتيجة الاشتباكات المسلحة التي شهدها مطار طرابلس الدولي، حيث دُمّرت طائرات ومخازن قطع غيار ومرافق فنية حيوية.
وناشدت إدارة الشركة الجهات الليبية المعنية بالتحرك الفوري لإنقاذ “الناقل الوطني”، مؤكدة أن موظفي المؤسسة يواصلون أداء واجبهم بإخلاص رغم شح الموارد، لضمان استمرار الرحلات وتلبية احتياجات المسافرين، ولو بحدّها الأدنى.
وأعربت الإدارة عن بالغ امتنانها للعاملين في الشركة لما أبدوه من تفهّم وانضباط خلال هذه المرحلة الحرجة، مؤكدة حرصها على حماية الحقوق المادية والمعنوية للموظفين في حدود الإمكانيات المتاحة ووفق الإطار القانوني المعمول به.
وقد أقرّت الإدارة بأنّ الشركة تمرّ بأزمة تشغيلية هي الأشد في تاريخها، حيث تقلّص أسطول الطائرات العاملة إلى واحدة فقط أو اثنتين في أفضل الحالات كما انخفضت وجهات التشغيل إلى ثلاث دول فقط (تونس، مصر، تركيا)، بعد أن كانت تغطي أكثر من عشرين وجهة قبل عام 2011.
وأرجعت الإدارة هذا التدهور إلى مجموعة من العوامل المتراكمة، أبرزها الأثر الاقتصادي لجائحة كوفيد-19، وتقلبات أسعار الصرف وارتفاع تكاليف التشغيل والصيانة، يقابلها تراجع حاد في الإيرادات، ما أثّر سلبًا على قدرة الشركة على الوفاء بالتزاماتها.
وأكّدت الشركة أنها تسعى لإعادة التوازن المالي من خلال إدارة المصاريف وجدولة الديون، واتخاذ تدابير تحول دون الوصول إلى الإفلاس، داعية جميع المعنيين إلى التعاون بروح وطنية مسؤولة لحماية هذا المرفق الاستراتيجي.
وفي ختام البيان، جددت الخطوط الجوية الليبية التزامها الثابت بمواصلة العمل للخروج من الأزمة، مثمنة صبر موظفيها وتفانيهم، ومؤكدة أنها لن تدّخر جهدًا لضمان استمرارية الخدمات والحفاظ على حقوق جميع الأطراف ضمن المتاح من الموارد.