تمويل الشركات الإفريقية الناشئة.. ارتفاعٌ حمّالُ أوجهٍ!

تحرير: عمر قادر

أفاد موقع “آفريكا ذا بيغ ديل” أن تمويلات الشركات الناشئة في إفريقيا حققت ارتفاعا بنسبة 78 ٪ مقارنة بالسنة المائة. وفي التفاصيل فقد قُدِّرت هذه التمويلات بمبلغ 1,35 مليار دولار خلال النصف الأول من السنة الجارية (2025)، فيما قدِّرت في ذات الفترة من السنة الماضية (2024) بمبلغ 800 مليون دولار.

وتأتي هذه الأرقام في ظل التطور الذي تعرفه أسواق الاستثمار الإفريقية في مجالات التكنولوجيات والخدمات اللوجيستيكية والصناعات الصغيرة والمتوسطة، ما يعبر عن صعود ملحوظ ومتدرج في قوى الإنتاج الإفريقية، رغم ما يثار حول هذا الصعود من انتقادات تخص الخبرة ومصادر التمويل وتدبير الاستثمارات الداخلي منها والأجنبي.

ومن أبرز الشركات التي حققت تمويلاتها ارتفاعات ملحوظة: شركة Peach Cars الكينية المتخصصة في تسويق السيارات المستعملة، “شركة PaidHR النيجيرية المتخصصة في رقمنة إدارة الرواتب الموارد البشرية”، “شركة Better Auth الإثيوبية المتخصصة في تطوير أدوات المصادقة”، “شركة Shoptreo النيجيرية المتخصصة في التجارة الإلكترونية”، “شركة BURN الكينية المتخصصة في مواقد الطهي الموفرة للطاقة”، “شركة Complete Farmer الغانية المتخصصة في التكنولوجيا الزراعية”. وذلك حسب ما ذكرته منصة “follow (بوابة الاقتصاد الرقمي الأولى).

ورغم هذا الارتفاع الملحوظ مقارنة بالسنة الماضية، فإنه لا يخلو من مكامنٍ للتعقيب، حيث اعتبرته بعض التحليلات استمرارا للدينامية التي عرفتها التمويلات المذكورة في النصف الثاني من السنة الماضية، كما اعتبرته استمرارا للتمويل غير المتساوي الذي تحتكر شركات نيجيريا وكينيا وجنوب إفريقيا ومصر -الأربعة الكبار- الحصة الأكبر منه (84 ٪).

وتزامنا مع صعود دونالد ترامب وتغير السياسات الاقتصادية الأمريكية، أصبحت شركات إفريقية ناشئة أمام مشكل جديد نتَج عن قرار ترامب تخفيض التمويلات التي تمنحها “الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية” للشركات الناشئة. وإثر ذلك، فقد تضطر بعض هذه الشركات إلى تقليص عدد مستخدَميها وخفض أجورهم وكبح وتيرة الإنتاج. إن الرأسمال الأمريكي الذي كان بمثابة دفع إلى الأمام، تحول مع ترامب إلى عامل من عوامل إضعاف الاقتصاد الإفريقي المعتمد على التمويل الخارجي (الأمريكي خاصة).