حزب أمريكا: خطوة ماسك السياسية الجديدة وتأثيرها المحتمل على الانتخابات الأمريكية

تحرير: صفاء فتحي

أعلن الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، أمس السبت، تأسيس حزب سياسي جديد يحمل اسم “حزب أمريكا”، في خطوة تظهر رغبته في التأثير المباشر على المشهد السياسي في الولايات المتحدة. جاء هذا الإعلان عبر منصة “إكس” التي يملكها، حيث كتب: “اليوم، تم تأسيس حزب أمريكا ليعيد لكم حريتكم”، في رسالة موجهة إلى متابعيه.

وكان ماسك، الذي تحالف سابقا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قبل أن يختلفا علنيا في ماي الماضي، قد لوح بتأسيس حزب جديد إذا جرى تمرير مشروع قانون الميزانية المقترح من إدارة ترمب، والذي تضمن زيادات كبيرة في الدين العام.

وأطلق ماسك، بالتزامن مع العيد الوطني الأمريكي، استطلاعا للرأي على منصته، سأل فيه المتابعين عن رغبتهم في إنشاء حزب جديد. وأظهرت نتائج التصويت، الذي شارك فيه نحو 1.2 مليون شخص، تأييد 65 في المائة من المستجيبين للفكرة، ما اعتبره ماسك بمثابة تفويض شعبي للمضي في مشروعه.

وبرر ماسك خطوته بالقول إن “النظام السياسي الحالي يشبه نظام الحزب الواحد بسبب الهدر والفساد، وليس ديمقراطية حقيقية”، مؤكدا أن حزبه يهدف إلى كسر احتكار الحزبين التقليديين (الديمقراطي والجمهوري) وإعادة التوازن إلى الساحة السياسية.

واقترح ماسك خطة تركز على الفوز بمقعدين أو ثلاثة في مجلس الشيوخ، ومن ثماني إلى عشر دوائر انتخابية في مجلس النواب، بهدف تشكيل كتلة مؤثرة قادرة على التأثير في التشريعات الرئيسية.

يذكر أن جميع مقاعد مجلس النواب الأمريكي البالغ عددها 435 مقعدا تخضع للتجديد كل عامين، في حين يعاد انتخاب نحو ثلث أعضاء مجلس الشيوخ البالغ عددهم 100 عضو في الدورة نفسها، ما يتيح فرصا للأحزاب الجديدة للتوغل تدريجيا في المشهد التشريعي.

ورغم نفوذه المالي والإعلامي الكبير، يبقى ماسك، المولود في جنوب أفريقيا، غير مؤهل دستوريا للترشح إلى منصب الرئاسة الأمريكية، إذ يشترط الدستور أن يكون المرشح مولودا في الولايات المتحدة.

وتبقى قدرة “حزب أمريكا” على تغيير موازين القوى في الانتخابات المقبلة، سواء في انتخابات التجديد النصفي عام 2026 أو الانتخابات الرئاسية في 2028، محل تساؤل واسع في الأوساط السياسية، وسط نقاش محتدم حول جدية المشروع وحدود تأثيره المحتمل في الساحة الحزبية الأمريكية التقليدية.