من أوغندا إلى نيويورك: ممداني يقترب من عمودية المدينة

تحرير: صفاء فتحي

تمكن السياسي الشاب زهران ممداني من استقطاب اهتمام المجتمع الأمريكي، حتى بات مرشحا بارزا لمنصب عمدة مدينة نيويورك، متفوقا على منافسين مخضرمين أمضوا سنوات طويلة في العمل السياسي وخوض الانتخابات.

يمثل صعود ممداني مصدر إلهام للمهاجرين في الولايات المتحدة، إذ استطاع إقناع شريحة واسعة من الناخبين بقدرته على قيادة المدينة، مجسدا صورة “المواطن العالمي”. وينحدر ممداني من أصول هندية، ولد في أوغندا، ثم عاش في جنوب أفريقيا قبل أن تستقر أسرته في الولايات المتحدة، ما أضفى على مسيرته طابعا متعدد الثقافات.

رغم أنه لم يتجاوز الثالثة والثلاثين من عمره، يتوقع أن يكون أول مسلم من أصول جنوب آسيوية يترشح بجدية لمنصب عمدة نيويورك، المدينة التي تشكل ساحة تنافسية شرسة بين كبار السياسيين.

وبينما لم تعلن النتائج النهائية بعد، شكل تقدم ممداني في الانتخابات التمهيدية مفاجأة كبيرة داخل الحزب الديمقراطي، إذ تمكن من التفوق على منافسين يتمتعون بتمويل واسع وخبرة سياسية طويلة، مثل الحاكم السابق لولاية نيويورك أندرو كومو، الذي استفاد من شبكة دعم مالي قوية.

اعتمد ممداني في حملته على تعبئة جماهيرية واسعة، إذ قاد فريقه من المتطوعين في حملة شملت طرق مليون باب في أحياء المدينة، ما ساعد في تعزيز حضوره الشعبي وجذب أصوات جديدة.

وبحسب مقربين منه، لعب تواصله المباشر مع السكان دورا حاسما في إقناعهم، حيث أصر على لقاء المواطنين وجها لوجه، ما حفز مشاركتهم في التصويت. ويرى المحامي جول الدين أن ممداني، سواء فاز أو خسر، نجح في تغيير معادلات السياسة المحلية في نيويورك، وشجع أبناء الجالية الجنوب آسيوية على الانخراط في الشأن العام، مؤكدا أنهم يستحقون مكانة بارزة في المدينة التي ساهموا في بنائها.

ويضيف جول الدين أن ممداني ألهم كثيرين بفكرة الترشح لجميع المناصب، بما في ذلك الكونغرس وحتى رئاسة الولايات المتحدة، معتبرا أنه أصبح رمزا لإمكانية تحقيق التغيير عبر المشاركة السياسية.

وتشير مهندسة البرمجيات تنزيلة رحمن إلى أن هوية ممداني الدينية ساهمت في جذب عدد من الناخبين، إذ وجدوا في صراحته وانفتاحه دافعا لدعمه. وأوضحت أنه قدم نفسه بصدق، مظهر انتماءه الديني، ما عزز مصداقيته لدى الجمهور.

من المقرر إجراء الانتخابات العامة لمنصب عمدة نيويورك في نونبر المقبل، حيث سيواجه ممداني العمدة الحالي إريك أدامز، إضافة إلى المرشح الجمهوري كيرتس سليا، في سباق يتوقع أن يكون حاسما ومثيرا للمتابعة.