الرئيس البرازيلي يرد على ترامب: العالم لا يريد إمبراطورا

تحرير: رضى الغزال

شهدت قمة دول بريكس نقاشات حادة بشأن سياسات الرسوم الأمريكية، حيث تجاهلت الدول المشاركة اتهامات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول معاداتها للولايات المتحدة، بينما شدد الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا على أن العالم لم يعد يقبل أي محاولة للهيمنة، وجدد رفضه لفكرة وجود قوى تتصرف بشكل أحادي في النظام الاقتصادي الدولي.

في هذا السياق، أوضح لولا أن دول مجموعة بريكس الناشئة تسعى للحفاظ على استقلالها الاقتصادي وترفض الخضوع لأي هيمنة، وذلك في أعقاب إعلان دونالد ترامب زيادة الرسوم الجمركية بنسبة 10% على صادرات هذه الدول بدعوى موقفها من الولايات المتحدة. وفي ختام قمة استمرت يومين بمشاركة 11 دولة من مختلف الأطراف، شدد لولا بقوله: “نحن دول ذات سيادة. لا يلزمنا إمبراطور”.

فيما تشير المعطيات إلى أن واشنطن ستتريث في تطبيق هذه الخطوة، مفضلة مراقبة ردود فعل كل دولة على حدة قبل اتخاذ أي إجراء. رغم ذلك، لم تتأخر ردود الأفعال، حيث أكد مسؤولون من جنوب إفريقيا والصين أن التكتل يفضل الشراكة والتعاون الدولي على أسلوب الضغوط، بينما أشار ممثل روسيا إلى أن علاقات بريكس مبنية على رؤية مشتركة ولن توجه ضد أي طرف خارجي.

في سياق متصل، شدد الرئيس البرازيلي على ضرورة إيجاد بدائل نقدية لتسهيل التبادلات التجارية بين الدول الأعضاء بعيدا عن الاعتماد الكامل على الدولار، موضحا أن التحول نحو منظومة نقدية جديدة يتطلب إجراءات مدروسة وتنسيقا مستمرا بين البنوك المركزية للدول المعنية.

أما من الناحية الدبلوماسية، فقد اعتبر قادة بريكس أن السياسات الحمائية تقوض الاستقرار التجاري العالمي، ودعوا إلى مضاعفة الجهود من أجل إرساء نظام اقتصادي يقوم على تعددية الأقطاب والعدالة في العلاقات التجارية. في الوقت ذاته، أبدت دول شريكة اهتمامها المتزايد بالانضمام لهذا التكتل في ظل مناخ دولي متوتر وصراعات اقتصادية متجددة.

من خلال هذه التطورات، يتضح أن بريكس تواصل تعزيز موقعها في الساحة الدولية عبر مسار مستقل يؤكد أهمية الحوار والتوازن، مع إبراز الحاجة لمقاربات بديلة لمواجهة التحديات الاقتصادية التي تفرضها التحولات العالمية الجارية.