أشرف حكيمي وكسر القاعدة: هل آن أوان تتويج مدافع بالكرة الذهبية؟

تحرير: رضى الغزال

يثير تألق أشرف حكيمي هذا الموسم نقاشا جادا في الأوساط الرياضية حول أحقية المدافع المغربي في التتويج بالكرة الذهبية، في سابقة نادرة في تاريخ الجائزة المرموقة. فهل يمكن أن يكسر نجم باريس سان جيرمان القاعدة غير المعلنة التي تجعل الجائزة حكرا على المهاجمين وصانعي الألعاب؟

مع بلوغه السادسة والعشرين، يقدم حكيمي موسما يصنف بكل المقاييس استثنائيا. 26 مساهمة مباشرة في الأهداف، بين صناعة وتسجيل، رقم لم يحققه أي مدافع من قبله في الدوري الفرنسي. أما على المستوى الجماعي، فقد لعب دورا حاسما في تتويج باريس سان جيرمان بثلاثية تاريخية، وأبهر في كأس العالم للأندية بأداء هجومي ودفاعي خارق، بما في ذلك تمريرة حاسمة أمام بايرن ميونخ وهدف في شباك إنتر ميامي.

ليست الأرقام وحدها ما يثير الإعجاب، بل أسلوب اللعب أيضا. حكيمي لا يكتفي بأداء واجبه الدفاعي، بل أعاد تعريف دور الظهير العصري، إذ يجمع بين الصلابة والانطلاقات السريعة وصناعة اللعب والتسجيل. كثيرون باتوا يعتبرونه المعيار الجديد لهذا المركز، ويشبهه بعض النقاد بقلب الهجوم أحيانا، بالنظر لإحصاءاته الهجومية التي تتفوق حتى على بعض المهاجمين في البطولات الكبرى.

وفي هذا السياق، لم يتردد أسطورة كرة القدم المغربية بادو الزاكي في الإشادة بحكيمي، مؤكدا أنه رفع السقف عاليا ولا أرى كيف يمكن استبعاده أمام لامين جمال أو ديمبيلي أو غيرهم. إنه الأفضل بلا منازع في كل الجوانب. من جانبه، أبدى المدافع البرازيلي الأسطوري كافو إعجابه الكبير بمستوى حكيمي، معترفا بأنه أعاد تعريف مركز الظهير الأيمن، وأصبح معيارا عالميا لهذا المركز. كما عبر العديد من المحللين الدوليين عن اعترافهم بقيمة حكيمي، معتبرين أن تأثيره في الملعب يتجاوز الأدوار التقليدية لأي مدافع، فهو حاضر هجوميا ودفاعيا بنفس الكفاءة.

مع ذلك، يبقى السؤال المطروح: هل الموقع الدفاعي يقلل من حظوظ حكيمي في سباق الكرة الذهبية؟ تاريخيا، لم يتوج بها إلا مدافع واحد في العصر الحديث، هو فابيو كانافارو عام 2006، رغم وجود أسماء كبيرة بصمت على مواسم استثنائية. اليوم، يتجدد الجدل مع حكيمي، الذي جمع بين الأداء الفردي الرائع، والتأثير الجماعي في أكبر البطولات، والقيادة داخل الملعب وخارجه.

صحيح أن المنافسة ستكون شرسة مع نجوم أمثال عثمان ديمبيلي ولامين جمال ومحمد صلاح والبرتغالي فيتينيا، لكن من الواضح أن موسم حكيمي الحالي يستحق الاحترام والاعتراف، وربما فرصة حقيقية لصناعة التاريخ.

في النهاية، يبقى تتويج مدافع بالكرة الذهبية خطوة نادرة، لكنها في حالة حكيمي لن تكون مفاجأة بقدر ما ستكون اعترافا مستحقا بموسم لا يتكرر كثيرا في عالم كرة القدم.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض