حوار استراتيجي بين الولايات المتحدة وأفريقيا في البيت الأبيض

تحرير: رضى الغزال

شهد البيت الأبيض لقاء مهما جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخمسة من نظرائه الأفارقة هم باسيرو ديوماي فاي رئيس السنغال، محمد ولد الشيخ الغزواني رئيس موريتانيا، بريك كلوتير أوليغي نغيما رئيس الغابون، جوزيف بواكاي رئيس ليبيريا، وأومارو سيسوكو إمبالو رئيس غينيا بيساو، حيث دار النقاش حول تعزيز الشراكة الاقتصادية وترسيخ الاستقرار في القارة الإفريقية.

خلال الجلسة شدد القادة على ضرورة وضع أسس متينة لشراكات قائمة على المصالح المشتركة، مع التركيز على الاستثمار في القطاعات الاستراتيجية مثل الطاقة والتكنولوجيا والبنية التحتية، كما تطرقوا إلى أهمية مواجهة التحديات الأمنية من خلال تعاون أكبر في مجال مكافحة الإرهاب وتأمين الممرات البحرية، خاصة في خليج غينيا الذي يعرف نشاطا متزايدا للقرصنة.

أوصى المجتمعون بضرورة دعم الجهود الإفريقية نحو تحقيق السلم وتعزيز الاستقرار في مناطق النزاع، بالإضافة إلى تشجيع الاستثمارات الأمريكية في المشروعات الرقمية والمدن الذكية والبنية السياحية، مع توفير آليات تمويل مرنة تسهم في نقل التكنولوجيا وخلق فرص عمل جديدة للشباب.

واتفق القادة على أهمية استمرار الحوار السياسي والتقني بين الولايات المتحدة والدول الإفريقية بما يضمن التقدم في الملفات الاقتصادية والأمنية. كما أكدوا الحاجة إلى تعزيز المبادلات التجارية والتعاون العلمي في مجالات البحث والتطوير، مع التشديد على أولوية السلام لضمان بيئة مناسبة للنمو والاستثمار في القارة.

وفي جانب التوصيات العملية، اتفق الزعماء على إطلاق مبادرات مشتركة لدعم الأمن الغذائي وتطوير مصادر الطاقة المتجددة، إضافة إلى تشجيع برامج تعليمية تستهدف بناء القدرات البشرية ومواكبة التطورات الرقمية. كما أبدى القادة اهتماما كبيرا بتطوير الصناعات المحلية وتعزيز سلاسل الإمداد الإقليمية، وذلك من خلال شراكات تجمع بين القطاعين العام والخاص في أفريقيا والولايات المتحدة.

على المستوى الأمني، دعا الاجتماع إلى توسيع برامج التدريب والدعم الفني للقوات النظامية في الدول الساحلية، وتكثيف تبادل المعلومات بين الأجهزة الأمنية لمكافحة التهديدات العابرة للحدود. كما نوهت المناقشات بأهمية دور الولايات المتحدة في مساندة جهود الوساطة الإفريقية لتسوية النزاعات، خاصة في مناطق وسط وغرب أفريقيا.