الرسوم الأمريكية تهدد استقرار المزارعين البيض في جنوب أفريقيا

تحرير: ماهر الرفاعي

وجد المزارعون البيض في جنوب أفريقيا أنفسهم في قلب أزمة اقتصادية حادة، بعدما فقدوا جزء مهما من قدرتهم التنافسية في السوق الأمريكية نتيجة الرسوم الجمركية البالغة 30% التي أقرتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. هذه الفئة التي تسيطر على نحو 75% من الأراضي الحرة باتت مهددة في مصادر دخلها، وسط خطاب سياسي وصفهم بأنهم “ضحايا الاضطهاد”، ودعا بعضهم إلى الهجرة نحو الولايات المتحدة كلاجئين، ما أثار جدلا واسعا داخليا وخارجيا.

واجه هؤلاء المزارعون تهديدا مباشرا على مصادر دخلهم، خاصة في المناطق التي يعتمد إنتاجها الزراعي بالكامل تقريبا على التصدير للولايات المتحدة. وتستفيد هذه المزارع من موقع جنوب أفريقيا في نصف الكرة الجنوبي لإمداد السوق الأمريكية بالحمضيات في فترات يصعب فيها توفرها محليا. وبالرغم من أن الولايات المتحدة لا تستحوذ إلا على نسبة صغيرة من إجمالي صادرات الحمضيات الجنوب أفريقية، فإن بعض المناطق الريفية لا تملك القدرة على توجيه هذه المنتجات إلى أسواق بديلة بسبب اختلاف المواصفات التقنية والمتطلبات الصحية.

تقدر بعض الجمعيات التجارية في جنوب أفريقيا أن هذه الرسوم الجمركية ستؤدي إلى فقدان حوالي 35 ألف وظيفة، في مشهد يهدد استقرار مجتمعات بأكملها بنيت حول الزراعة لعقود. وتبرز هذه الأزمة هشاشة المزارعين البيض أمام التغيرات السياسية والقرارات الاقتصادية الخارجية، في وقت يتصاعد فيه النقاش داخل جنوب أفريقيا حول ملكية الأراضي وتوزيع الثروات. في ظل هذا الوضع، يجد كثير من هؤلاء المزارعين أنفسهم عالقين بين الدفاع عن أراضيهم التاريخية والبحث عن أسواق جديدة تضمن لهم البقاء.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض