طقوس الجنازات الاحتفالية في غانا عادة أفريقية تكرم الموت بالحياة

تحرير: رضى الغزال

تشتهر غانا بواحدة من أغرب وأعمق الطقوس الاجتماعية في إفريقيا، إذ تحولت مراسم تشييع الموتى إلى احتفالات شعبية تنبض بالألوان والموسيقى والرقص. بخلاف ما هو سائد في كثير من المجتمعات حيث يسود الحزن والدموع، يتعامل الغانيون مع الموت باعتباره بداية جديدة وحدثا يستحق الفرح وتكريم الراحلين بشكل فريد يجمع بين الوفاء والبهجة.

تبدأ مظاهر الجنازات الاحتفالية بتحضيرات خاصة تشارك فيها العائلة والجيران، حيث ينظم موكب كبير يضم فرقا موسيقية وراقصين يرتدون أزياء تقليدية ملونة. يجوب الموكب شوارع القرية أو الحي بينما يُحمل النعش الذي غالبا ما يكون مصمما بشكل غير تقليدي يرمز إلى مهنة المتوفى أو أحد أحلامه، فقد ترى نعشا على هيئة كتاب لمعلم، أو على شكل طائرة لطيار، أو سمكة لصياد. ويمثل هذا التفرد في التصاميم رسالة احترام للراحل وتقدير لدوره في المجتمع.

تشكل هذه الطقوس مساحة للمشاركة الجماعية بين الحاضرين، حيث يسعى الجميع لإظهار الحب والتقدير للمتوفى من خلال الأغاني والرقصات. تعكس هذه الأجواء فلسفة عميقة تتبناها الثقافة الغانية، إذ يرى الكثيرون أن الحزن على الفقد لا ينبغي أن يطغى على الامتنان للحياة، وأن وداع الأحبة يجب أن يكون لحظة للاحتفاء بقصصهم وإنجازاتهم بدلا من الاكتفاء بالبكاء على رحيلهم.

أصبحت الجنازات الاحتفالية في غانا ظاهرة تجذب انتباه الإعلام والسياح من مختلف أنحاء العالم، وأسهمت في خلق صناعة محلية متخصصة في صناعة النعوش الفنية وتنظيم المراسم. كما أصبحت هذه العادة رمزا للهوية الوطنية الغانية، إذ تعكس مزيجا من الأصالة والانفتاح على معاني الحياة والموت في آن واحد. وبينما يثير هذا التقليد الكثير من الدهشة والجدل خارج غانا، يرى أهل البلاد فيه شكلا راقيا من أشكال الوفاء والاعتزاز بجذورهم الثقافية.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض