الكرة الذهبية 2025: هل يعيد أشرف حكيمي كتابة تاريخ الجائزة؟

تحرير: رضى الغزال

منذ انطلاقها قبل أكثر من ستين عاما، بقيت الكرة الذهبية حكرا على نجوم الهجوم وصانعي الأهداف، بينما بقي المدافعون في الصفوف الخلفية رغم دورهم الحيوي في صناعة الإنجاز. تاريخ الجائزة لا يزخر إلا بقلة من الأسماء الدفاعية التي حظيت بالاعتراف، وهو ما جعل معيار الفوز يرتبط غالبا بعدد الأهداف وبريق اللحظات الحاسمة أمام الشباك.

حكيمي يعيد تعريف دور الظهير العصري:

اليوم، يقف أشرف حكيمي، الدولي المغربي ونجم باريس سان جيرمان، على أعتاب إعادة تعريف مسار الجائزة. موسم استثنائي بأرقامه، وأداء فردي وجماعي رفع سقف التوقعات، جعل من حكيمي حالة خاصة في تاريخ مركز الظهير الحديث. فاللاعب لم يكتف بإغلاق المساحات في الخط الخلفي، بل كان أحد أهم مفاتيح اللعب الهجومي في فريق العاصمة الفرنسية.

إنجازات حكيمي الفردية والجماعية في موسم 2025:

سجل حكيمي خلال موسم 2024-2025 عشرة أهداف، ومرر 14 كرة حاسمة، وأسهم بتسع مساهمات تهديفية في دوري أبطال أوروبا، فضلا عن هدف حاسم في نهائي البطولة. هذه الأرقام تضعه في صدارة المدافعين على مستوى العالم، وتثبت أن الظهير العصري أصبح عنصرا محوريا في بناء الهجمة والتحول السريع، وليس مجرد لاعب يكتفي بالدور الدفاعي التقليدي.
ولم تتوقف إنجازات حكيمي عند حدود الإحصائيات؛ فالنجم المغربي حمل شارة القيادة في مناسبات عدة، وظهر كقائد فعلي داخل غرفة الملابس وخارجها. نجاحاته الفردية ترافقت مع تتويج جماعي بكافة الألقاب الممكنة: الدوري الفرنسي، كأس فرنسا، كأس السوبر الفرنسي، وأخيرا التتويج بدوري أبطال أوروبا في موسم استثنائي لن ينساه جمهور باريس سان جيرمان.

تأثير حكيمي في كأس العالم للأندية:

لم يقتصر تألق حكيمي على البطولات الأوروبية فحسب، بل برز أيضا في كأس العالم للأندية 2025، حيث لعب دورا محوريا في قيادة باريس سان جيرمان إلى النهائي. سجل هدفا حاسما في نصف النهائي، وصنع هدفين بتمريرات دقيقة في الأدوار الإقصائية، ليؤكد من جديد حضوره في أهم المنصات العالمية. مساهماته كانت حاسمة في تفوق الفريق على أبطال القارات الأخرى، وجعلته ضمن أبرز نجوم البطولة. هذا التأثير يؤكد أن حكيمي لاعب الحسم في المواعيد الكبرى، ويضيف إلى رصيده إنجازا دوليا مهما يعزز من فرصه في سباق الكرة الذهبية.

الرمزية والإلهام وتأثير حكيمي في إفريقيا والعالم العربي:

في المقابل، تبرز رمزية حكيمي المتوج بجائزة مارك فيفيان فوي لأفضل لاعب إفريقي في فرنسا، ليلهم بذلك جيلا جديدا من اللاعبين في المغرب وإفريقيا والعالم العربي، ويعيد إلى الأذهان القيمة الحقيقية لكرة القدم التي تتجاوز الأهداف وتعتمد على منظومة متكاملة يقودها لاعبون من كافة المراكز.

العوائق أمام تتويج اللاعبين الأفارقة بالكرة الذهبية:

وعلى الرغم من بروز أسماء إفريقية عديدة في السنوات الماضية، من جورج ويا وصولا إلى محمد صلاح ورياض محرز، بقيت الكرة الذهبية عصية على القارة منذ تتويج ويا في عام 1995، ما عزز شعورا مستمرا بوجود عوائق غير معلنة أمام اللاعبين الأفارقة في سباق الجوائز الكبرى.

معايير التصويت وحدود الاعتراف بدور المدافعين:

ورغم كل ذلك، لا تزال معايير التصويت محاطة بكثير من الجدل، حيث يغلب التحيز للهجوم أو الانتماءات الجغرافية، بينما يجد المدافعون أنفسهم في مواجهة دائمة مع صورة نمطية تحصر الإبداع في تسجيل الأهداف فقط. وهنا يطرح السؤال نفسه: هل يكفي موسم حكيمي الاستثنائي، بما حمله من أرقام وإنجازات وأداء قيادي، ليكسر هذه القاعدة ويمنح الجائزة بعدا جديدا من العدالة؟

الكرة الذهبية أمام لحظة تاريخية لتحقيق العدالة:

إذا لم تتجه الكرة الذهبية هذا العام نحو تتويج حكيمي، فستكون قد فوتت فرصة تاريخية لتغيير المفهوم التقليدي للجائزة وإعادة الاعتبار لدور المدافع، كما ستعزز صورة الحواجز القديمة التي طالما حددت من التنوع في قائمة الفائزين.

أثر موسم حكيمي على صورة كرة القدم العالمية:

اليوم، الكرة الذهبية تقف أمام لحظة فارقة: الاعتراف بموسم حكيمي وتكريمه لن يكون فقط انتصارا للاعب، بل رسالة واضحة بأن كرة القدم لعبة جماعية، وأن العدل في الجوائز الكبرى قد يتأخر، لكنه يظل ممكنا عندما تفرض الأرقام والإنجازات نفسها.
ومهما كان قرار التصويت، يبقى أشرف حكيمي اسما حاضرا في قلب النقاش الكروي العالمي، ورمزا لجيل جديد يؤمن أن المجد لا يعرف مركزا محددا، بل يصنعه الأداء والتأثير في اللحظات الكبرى.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض