دلتا النيجر: تحقيقات تكشف عن واحدة من أسوأ كوارث التلوث في إفريقيا

تحرير: رضى الغزال

شهدت منطقة دلتا النيجر جنوب نيجيريا في عام 2023 تصاعدا كبيرا في الاهتمام الإعلامي بعد صدور تحقيقات صحفية استقصائية كشفت حجم الكارثة البيئية الناتجة عن التسربات النفطية المستمرة منذ سنوات. تعيش في هذه المنطقة أكثر من ثلاثين مليون نسمة، معظمهم يعتمدون على الزراعة والصيد كمصدر رئيسي للدخل. غير أن تلوث المياه والتربة بسبب التسربات النفطية أدى إلى تدمير مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية ونفوق كميات ضخمة من الأسماك، مما تسبب في تراجع حاد في الإنتاج الغذائي وزيادة معدلات الفقر بين السكان.

خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وخاصة في عام 2023، سجلت منظمات دولية ومحلية أكثر من 1600 حادث تسرب نفطي في دلتا النيجر. هذه الحوادث ألقت بظلالها على الصحة العامة، حيث ارتفعت حالات الإصابة بأمراض التنفس والجلد وتزايدت شكاوى السكان من انتشار حالات السرطان، خاصة في القرى القريبة من مواقع التلوث. وفي ظل غياب الرقابة الكافية، اتهمت التحقيقات شركات نفطية كبرى مثل “شل” و”إيني” بعدم الاستجابة السريعة للكارثة أو محاولة التقليل من حجمها أمام الرأي العام.

كشف الصحفيون الاستقصائيون أيضا عن ضغوط مارستها هذه الشركات على بعض السلطات المحلية لتجنب دفع تعويضات مالية كبيرة للمتضررين، إلى جانب بطء عمليات إصلاح الأضرار البيئية. هذه التطورات أدت إلى موجة احتجاجات ودعاوى قضائية رفعها سكان المنطقة ومنظمات حقوقية وبيئية محلية ودولية، مطالبين بتعويضات عاجلة وتدخل فوري لإصلاح ما أفسده التلوث.

رغم وعود الحكومة النيجيرية وبعض الشركات باتخاذ إجراءات لإصلاح الوضع البيئي في دلتا النيجر، إلا أن الأوضاع لم تشهد تحسنا ملموسا حتى الآن. ما زال السكان يعيشون تحت تهديد التلوث المستمر، وتستمر معاناتهم اليومية في غياب حلول جذرية تحمي البيئة وصحة الإنسان في هذه المنطقة الغنية بالنفط والمنكوبة بالتلوث.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض