الطب التقليدي في إفريقيا: من تراث شعبي إلى مسار نحو الاعتراف الرسمي

تحرير: صفاء فتحي

يعتمد عدد كبير من سكان القارة الإفريقية، خاصة في المناطق الريفية، على الطب التقليدي باعتباره وسيلة للعلاج والوقاية في غياب خدمات صحية عصرية ميسرة. ويقوم هذا النوع من الطب على موروثات اجتماعية، معارف متراكمة، وممارسات نقلت عبر الأجيال، تشمل استعمال الأعشاب، الطقوس، التدليك، والوصفات الطبيعية.

رغم التقدم الطبي العالمي، لا يزال هذا الطب يشكل الخيار الأول لملايين الأفارقة، سواء لأسباب ثقافية، أو بسبب الفجوة الكبيرة بين العرض والطلب في المنظومة الصحية الرسمية، أو لاعتبارات اقتصادية، إذ تعد خدماته أقل تكلفة مقارنة بالقطاع الصحي العام أو الخاص.

تسعى بعض الدول الإفريقية إلى تنظيم هذا المجال تدريجيا، عبر محاولات لإدماجه في المنظومة الصحية الرسمية أو إخضاعه لأطر قانونية تحد من الممارسات العشوائية. غير أن هذه المبادرات تظل محدودة ومتفاوتة من بلد إلى آخر، وسط صعوبات تتعلق بضعف الإمكانيات، غياب معايير موحدة للتقييم، وافتقار كثير من الممارسات إلى أدلة علمية مثبتة.

في المقابل، يطرح استمرار انتشار الطب التقليدي في القارة تحديات جدية تتعلق بالسلامة الصحية، مخاطر الاستعمال غير المنضبط للأعشاب، وظهور ممارسين غير مؤهلين يقدمون أنفسهم كمعالجين، وهو ما قد يعمق الهشاشة الطبية لدى فئات واسعة من السكان، خاصة في حالات الأمراض المعقدة التي تتطلب تدخلا طبيا متخصصا.

يبقى النقاش مفتوحا حول الطريقة المثلى للتعامل مع الطب التقليدي في إفريقيا: هل يجب تقنينه، إدماجه، أم الإبقاء عليه كمجال ثقافي مواز؟ وكيف يمكن تحقيق التوازن بين الاعتراف بهذا التراث الشعبي وضمان سلامة المواطنين الصحية؟

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض