الكونغو: نزاع على أحد أكبر مكامن الليثيوم في العالم يشعل أزمة قانونية دولية

تحرير: ماهر الرفاعي

اتهمت شركة “إيه في زد مينيرالز” الأسترالية حكومة الكونغو الديمقراطية بخرق أوامر تحكيم دولية، عقب إعلان كينشاسا عن اتفاق أولي مع شركة “كوبولد ميتالز” الأمريكية لتطوير الجزء الجنوبي من مكمن منونو، أحد أغنى مكامن الليثيوم والقصدير في العالم. وتشير الشركة الأسترالية إلى أن الصفقة التي تم توقيعها مؤخرا تمنح “كوبولد” حق تطوير المشروع مقابل تعويض مالي يصل إلى مليار دولار، وهو ما تعتبره تجاوزا لقرارات التحكيم التي لا تزال سارية المفعول.

وتستند “إيه في زد” في موقفها إلى امتلاكها الحصة الأكبر في شركة “داثكوم ماينينغ”، الحاصلة على الترخيص الأصلي لتطوير المكمن، والذي سحبته الحكومة الكونغولية في عام 2023 بدعوى بطء التنفيذ. ولجأت الشركة إلى الهيئة الدولية لتسوية منازعات الاستثمار، التي أصدرت أوامر مؤقتة في مطلع عام 2024 تطالب كينشاسا باحترام حقوق “داثكوم” وعدم نقل الامتياز إلى طرف ثالث قبل انتهاء مسار التحكيم. إلا أن الحكومة مضت في إبرام الاتفاق الجديد، رغم استمرار الإجراءات القانونية.

تأتي هذه التطورات في سياق تنافسي عالمي محموم على الموارد الحيوية، حيث تتسابق الولايات المتحدة والصين على تأمين سلاسل الإمداد الخاصة بالمعادن الإستراتيجية. وتلعب الكونغو الديمقراطية دورا محوريا في هذا المجال، باعتبارها المنتج الأول عالميا للكوبالت والثاني للنحاس، إضافة إلى امتلاكها احتياطيات كبيرة من الليثيوم والتانتالوم. تعد صفقة “كوبولد” جزء من توسع أمريكي متزايد في أفريقيا، يشمل مشاريع في مجالات الطاقة، المعادن، والتقنيات النظيفة، وسط اهتمام متنام من مؤسسات ومجموعات استثمارية ترتبط بشخصيات ذات خلفية أمنية وعسكرية.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض