بوابة الجحيم في إثيوبيا: بحيرات الكبريت والدخان

تحرير: عمر قادر

تتصاعد الأبخرة السامة من فوهات بركانية نشطة في منطقة دالول شمال شرقي إثيوبيا، حيث تنبثق مياه كبريتية حارقة من الأرض لتشكل مشهدا جيولوجيا فريدا ونادرا على مستوى العالم. تقع هذه المنطقة داخل منخفض داناكيل، أحد أكثر الأماكن حرارة ونشاطا بركانيا على كوكب الأرض، على عمق يزيد عن 100 متر تحت مستوى سطح البحر. تنتشر في المكان بحيرات صغيرة ذات ألوان صفراء وزرقاء وزمردية، تنبعث منها روائح الكبريت وتغلفها سحب من البخار الكثيف، ما جعل البعض يطلق عليها وصف “بوابة الجحيم”، بالنظر إلى قسوة ظروفها المناخية والطبيعية.

تشكلت هذه الظاهرة نتيجة التقاء النشاط البركاني بالملوحة العالية والتفاعلات الكيميائية في قشرة الأرض، حيث تعد دالول واحدة من أكثر الحقول الحرارية نشاطا في العالم. العلماء والجيوفيزيائيون يتوافدون بانتظام لدراسة المنطقة، باعتبارها نموذجا لفهم البيئات القاسية على الأرض وربما على الكواكب الأخرى، في ظل تشابه الظروف مع بعض مناطق المريخ. ورغم الجمال البصري الذي يخفيه المكان، إلا أن درجات الحرارة المرتفعة التي تتجاوز 45 درجة مئوية في الظل، والمياه الحمضية، تجعله غير صالح للسكن أو الزراعة.

تسكن قبائل عفار الرحل أطراف هذا المنخفض، ويعتمد بعضهم على استخراج الملح من باطن الأرض بوسائل تقليدية، رغم صعوبة الوصول إلى المنطقة ومحدودية الخدمات الأساسية. ورغم التحديات، بدأت الجهات السياحية في إثيوبيا الترويج للمنطقة كمقصد سياحي فريد من نوعه، يستقطب المغامرين والباحثين في علوم الأرض، مع التحذير من خطورة الاقتراب من بعض الحفر والينابيع النشطة. يظل الموقع، رغم قسوته، أحد أبرز المعالم الطبيعية التي تجسد تفاعل الأرض مع أعماقها في أقسى صورها.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض