تعقيدات أمنية تهدد اتفاق السلام في الكونغو وتعرقل خطط ترامب للاستثمار في الثروات المعدنية

تحرير: وداد وهبي

تواجه خطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الطموحة لتحويل شرق الكونغو إلى مركز استثماري ضخم في قطاع المعادن تحديا كبيرا، يتمثل في مستقبل جماعة القوات الديمقراطية لتحرير رواندا (FDLR)، وهي ميليشيا هوتو رواندية تصنفها كيغالي كتهديد وجودي. ففي وقت تستعد فيه جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا لتطبيق اتفاق سلام تم التوصل إليه بوساطة أمريكية، يشترط على كينشاسا “تحييد” هذه الجماعة بالتزامن مع انسحاب القوات الرواندية من أراضيها، وهو شرط أساسي لاستمرار الاتفاق وإنجاح المشاريع الاقتصادية المرتقبة.

وبحسب التحقيقات الأممية، فإن رواندا “تدعم” متمردي حركة 23 مارس (M23) للسيطرة على أراض غنية بالذهب والكوبالت والكولتان. فيما تنفي كيغالي هذه الاتهامات وتؤكد أن وجودها العسكري يهدف فقط إلى التصدي لـFDLR، التي تضم بقايا من القوات والمليشيات المتورطة في الإبادة الجماعية عام 1994. وفي المقابل، يرى بعض المحللين السياسيين  ان عدد مقاتلي FDLR لا يتجاوز بضع مئات، وأنها لم تعد تشكل قوة عسكرية فعالة، ما يجعل من تحييدها عسكريًا تحديًا معقدا، خاصة في ظل استمرار سيطرة M23 على مناطق نشاطها.

ورغم تأكيد رواندا التزامها بتطبيق الاتفاق، فإن استمرار وجود FDLR قد يستخدم كذريعة لتمديد بقاء قواتها في الكونغو بعد الموعد النهائي في شهر شتنبر ، وهو ما يهدد الجدول الزمني الأمريكي. وقد عبر باحثون مثل جوزافات موسامبا وجيسون ستيرنز عن قلقهم من أن التقدم البطيء في عمليات كينشاسا ضد الجماعة سيوفر مبررا لرواندا لإبطاء انسحابها، ما قد ينسف الجهود الأمريكية. وفي السياق ذاته، وجه رئيس FDLR بالوكالة فيكتور بيرينغيرو رسالة إلى ترامب دعاه فيها لعدم الموافقة على أي هجوم ضد جماعته، محذرا من تهديد مباشر لحياة مئات الآلاف من المدنيين واللاجئين الروانديين في الكونغو.

وفيما يترقب البيت الأبيض توقيع اتفاقيات اقتصادية ضخمة مع كينشاسا وكيغالي خلال الأسابيع المقبلة، تُواصل قطر رعاية مفاوضات موازية بين الكونغو وM23، وقد اتفقت الأطراف على توقيع اتفاق منفصل بحلول 18 غشت. غير أن M23 لم تُبدِ حتى الآن أي نية فعلية للانسحاب من المناطق التي تسيطر عليها. ومع تزايد القتلى والنازحين، يخشى كثيرون من أن يعيد النزاع في شرق الكونغو المنطقة إلى أجواء الحرب الإقليمية الكبرى التي شهدتها البلاد بين عامي 1998 و2003 وأودت بحياة الملايين .

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض