من رحم الجفاف… ولدت شبكة الضباب: المغرب يواجه ندرة المياه بالذكاء البيئي

تحرير: وداد وهبي

 

في ظل موجة جفاف غير مسبوقة تخيم على المغرب منذ ست سنوات، اتجهت البلاد نحو حلول مبتكرة لمواجهة التغير المناخي ونقص المياه، أبرزها تقنية “حصاد الضباب” التي تحولت إلى مشروع رائد عالميا في هذا المجال.

في قرى جبلية نائية جنوب المملكة، حيث أصبحت الآبار تجف تدريجيا وتكاليف حفر المياه الجوفية باهظة، عمد العلماء والباحثون إلى نصب شباك عملاقة على ارتفاع يزيد عن 1200 متر لالتقاط قطرات الماء من الضباب القادم من السواحل الأطلسية. هذا النظام البيئي المستدام يجمع قطرات الندى ويحولها إلى مياه عذبة تخزن في خزانات خاصة وتوزع على السكان.

وتنتج هذه المنشآت حوالي 37 ألف لتر من الماء يوميا، مما يوفر موردا ثابتا وصالحا للشرب لأكثر من ألف نسمة في المناطق المجاورة. وتعتبر هذه المبادرة إحدى أكبر عمليات حصاد الضباب في العالم، وقد أصبحت نموذجا يحتذى به في الاستخدام الذكي لموارد الطبيعة.

وبحسب القائمين على المشروع، فإن المغرب يعتزم توسيع هذه التكنولوجيا البيئية ضمن استراتيجيته الوطنية لمكافحة تغير المناخ وضمان الأمن المائي، خصوصا في ظل تراجع مخزون السدود وندرة الأمطار.

أضحت تقنية حصاد الضباب أكثر من مجرد حل بديل، بل تحولت إلى أمل حقيقي في مناطق كان العطش فيها واقعا يوميا. إنها قصة نجاح أفريقي، تثبت أن الابتكار يمكن أن يولد من رحم الأزمة.

 

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض