شراكة أمنية جديدة بين مالي والولايات المتحدة تفتح آفاق التعاون المشترك

تحرير: رضى الغزال

تشهد العلاقات بين مالي والولايات المتحدة انطلاقة جديدة في مجال التنسيق الأمني بعد فترة طويلة من الفتور، حيث تسعى باماكو بقيادة الرئيس أسيمي غويتا إلى تعزيز قدراتها الدفاعية عبر تنويع الشراكات الدولية، خصوصا مع استمرار التهديدات الإرهابية في مناطق متفرقة من البلاد. جاءت هذه العودة من خلال زيارات متبادلة لمسؤولين رفيعي المستوى واجتماعات موسعة ركزت على رفع الكفاءة العملياتية وتطوير التعاون التقني، وهو ما يعكس رغبة الطرفين في ترسيخ مقاربة واقعية قائمة على المصالح المشتركة والتوازنات الإقليمية.

وتتزامن هذه التحركات مع انخراط الجيش المالي في مواجهات مستمرة ضد الجماعات المسلحة، الأمر الذي يدفع السلطات للبحث عن خبرات نوعية وخدمات لوجستية متقدمة من شركاء متعددين. وبينما توسع مالي علاقاتها مع موسكو وأنقرة، تبقى واشنطن قادرة على توفير دعم استخباراتي وتدريبات نوعية في مجالات التخطيط العسكري وتحديث البنية الأمنية، إضافة إلى تسهيل الحصول على تقنيات متطورة لرصد التحركات ومراقبة الحدود وتعزيز وسائل الاتصال المحمية.

في ضوء هذه التطورات، تعمل مالي على بناء توازن دقيق بين القوى الدولية المؤثرة في الساحة الإفريقية، إذ تحرص على الاستفادة من التجربة الروسية في التسليح والدعم المباشر، إلى جانب استثمار الخبرات الأمريكية في مجالات الرصد والتكوين. ويأمل صانع القرار المالي أن ينعكس هذا التوجه إيجابا على صورة البلاد الخارجية ويعيد الزخم إلى مسارات التعاون مع الهيئات الدولية، في وقت تبقى فيه معركة الاستقرار ورهانات التنمية مرهونة بقدرة الدولة على توظيف تعدد الشركاء لصالح الأمن الوطني دون الوقوع في فخ التنافس الجيوسياسي.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض