“الجدار الأخضر العظيم”: مشروع إفريقي طموح لمواجهة التصحر وتغير المناخ

تحرير: عمر قادر

أطلق الاتحاد الأفريقي مشروع “الجدار الأخضر العظيم” كاستجابة طموحة لتحدي التصحر وتدهور الأراضي في القارة. تهدف هذه المبادرة إلى استعادة ملايين الهكتارات من الأراضي المتدهورة عبر حزام واسع يمتد من الساحل إلى شرق إفريقيا، وذلك لتعزيز الأمن الغذائي والمائي، وتحسين الظروف البيئية والاجتماعية للسكان المحليين.

يعكس المشروع إدراكا متزايدا لأهمية حماية النظم البيئية والتنوع الحيوي في مواجهة تغير المناخ وتأثيراته على المجتمعات الأفريقية. عبر استغلال تقنيات الزراعة المستدامة وزراعة الأشجار المحلية، يسعى المشروع إلى الحد من انتشار الصحارى وتأمين مصادر عيش متجددة للمزارعين الرعويين. وقد ساهم هذا النهج في خلق فرص عمل جديدة وتقليل النزوح القسري المرتبط بتدهور البيئة.

تواجه “الجدار الأخضر العظيم” تحديات مالية وتنظيمية، إذ تتطلب تنفيذها تنسيقا متكاملا بين الدول الأعضاء ومساهمات مستدامة من المجتمع الدولي. كما أن الطبيعة المعقدة للمشروع تتطلب مراقبة مستمرة وشفافية في آليات التنفيذ والتقييم.

ورغم ما تحقق من إنجازات أولية، لا تزال المبادرة تحتاج إلى تسريع وتيرة التنفيذ وتوسيع نطاق التمويل لضمان استمراريتها. يتوقف نجاح المشروع على إرادة سياسية قوية، مشاركة فعالة من المجتمعات المحلية، واستثمار جدي في البحث العلمي والتقنيات البيئية. كما يشكل “الجدار الأخضر العظيم” فرصة لإفريقيا لتأكيد ريادتها في مجال السياسات البيئية العالمية، شريطة أن يتم التعامل معه كبرنامج تنموي شامل يراعي التوازن بين الإنسان والطبيعة، ويستجيب لحاجيات السكان أكثر من مجرد كونه مشروعا بيئيا رمزيا.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض