إفريقيا.. أبرز أحداث الأسبوع المنصرم

تحرير: أفريكا آي

في الأسبوع المنصرم، شهدت القارة الإفريقية مجموعة من التطورات السياسية والأمنية والاجتماعية التي تعكس تعقيد المشهد في مختلف أقاليمها. من أبرز هذه الأحداث كان إعلان فرنسا انسحابها من لعب دور أمني مباشر في منطقة الساحل الإفريقي، في خطوة فُسّرت على أنها إعادة ترتيب للأولويات بعد سنوات من التورط العسكري غير المجدي في مواجهة الجماعات المتشددة المنتشرة في مالي والنيجر وبوركينا فاسو. هذا القرار يثير تساؤلات حول مصير هذه البلدان التي تعاني من هشاشة أمنية، خاصة في ظل غياب بدائل إقليمية قوية قادرة على ملء الفراغ.

في جنوب إفريقيا، تمكنت الحكومة من تفادي أزمة سياسية كانت تلوح في الأفق بعدما أقال الرئيس سيريل رامافوزا وزيرة التعليم العالي، نوبوهلي نكابيني، عقب اتهامات بالفساد وسوء إدارة للموارد العامة. هذه الإقالة جاءت ضمن مساعٍ حكومية لتمرير الميزانية العامة وسط معارضة شرسة من داخل الحزب الحاكم وخارجه، ما يعكس حدة التوتر داخل النظام السياسي في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية المتزايدة التي تواجهها البلاد.

على الصعيد الأمني، استمرت المواجهات المسلحة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية بين الجيش الحكومي ومتمردي حركة M23، رغم توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية قطرية قبل أسابيع. الاشتباكات التي اندلعت في مناطق شمال كيفو أسفرت عن سقوط عشرات القتلى وتفاقم أزمة النزوح، في مشهد يكرّر تاريخاً طويلاً من العنف المتجدد الذي لم تجد له الحكومات المتعاقبة حلاً جذرياً.

وفي حادث آخر يؤكد تدهور الوضع الأمني في الكونغو، شن مسلحون يُعتقد بانتمائهم إلى جماعة ADF المسلحة هجوماً دموياً على كنيسة في مدينة كومندا، شرقي البلاد، أودى بحياة عدد من المدنيين. هذا الهجوم يسلط الضوء على تصاعد الهجمات التي تستهدف المدنيين ودور العبادة، في ظل عجز الجيش عن تأمين المناطق الريفية الممتدة.

أما على مستوى الرياضة، فقد احتفلت نيجيريا بتحقيق إنجاز رياضي كبير بعد فوز منتخب السيدات بكأس أمم إفريقيا لكرة القدم، إثر تغلبه على نظيره المغربي في مباراة مثيرة انتهت بنتيجة 3-2. الفوز عزز من مكانة نيجيريا كقوة كروية إفريقية تقليدية، خاصة في مجال كرة القدم النسائية، وسط إشادة جماهيرية ومطالب بزيادة الدعم للرياضات النسائية في القارة.

وفي تحوّل اجتماعي لافت، رصدت تقارير إعلامية تزايد أعداد المهاجرين من شمال إفريقيا الذين يتجهون إلى دول إفريقية جنوبية مثل تنزانيا، هرباً من القيود المشددة التي فرضها الاتحاد الأوروبي على الهجرة غير النظامية. هذا التوجه الجديد يعكس تغيراً في مسارات الهجرة التقليدية، ويطرح تحديات جديدة على الدول المستقبِلة التي قد تفتقر للبنية التحتية اللازمة لاستيعاب موجات بشرية جديدة.

بيئياً، تعاني عدة دول في شرق إفريقيا من آثار مباشرة لتغير المناخ، حيث أبلغت منظمات إنسانية عن تضخم في أسعار المواد الغذائية وارتفاع معدلات انعدام الأمن الغذائي، لا سيما في إثيوبيا وكينيا والصومال. الأمطار غير المنتظمة والفيضانات المفاجئة كانت أبرز العوامل التي أضرت بالمحاصيل الزراعية، ما يثير المخاوف من أزمة غذائية محتملة خلال الأشهر القادمة.