بين الطموح والواقع: الرأس الأخضر تسعى للتخلي عن الوقود الأحفوري

تحرير: صفاء فتحي

تسعى الرأس الأخضر، الدولة الأرخبيلية الواقعة قبالة السواحل الغربية لإفريقيا، إلى تحقيق انتقال كامل نحو مصادر الطاقة المتجددة، واضعة بذلك هدفا طموحا يتمثل في التخلي التدريجي عن الوقود الأحفوري في السنوات القادمة.

تعد هذه الخطوة جزء من خطة وطنية شاملة ترمي إلى تقليص التبعية الطاقية للخارج وتعزيز الأمن الطاقي. في ظل التحديات المناخية المتصاعدة، تولي الحكومة أهمية متزايدة للاستثمار في الطاقة الشمسية والريحية، مستفيدة من الموقع الجغرافي الذي يوفر إشعاعا شمسيا قويا ورياحا مستمرة على مدار العام.

تواجه البلاد في هذا المسار عدة عراقيل، أبرزها ضعف البنية التحتية الطاقية، غياب التمويل الكافي، وندرة الخبرات التقنية المحلية. وقد دفعت هذه التحديات الرأس الأخضر إلى البحث عن شراكات دولية لتمويل مشاريع التحول الطاقي، من خلال التعاون مع مؤسسات مالية دولية ومنظمات معنية بالمناخ.

تظهر البيانات الحكومية أن نسبة مساهمة الطاقات المتجددة في المزيج الطاقي الوطني ارتفعت في السنوات الأخيرة، رغم الإمكانيات المحدودة. غير أن الوصول إلى صفر انبعاثات كربونية ما يزال رهينا بتسريع وتيرة الاستثمار وتوفير بيئة تشريعية وتنظيمية ملائمة لجذب الفاعلين الخواص.

في المقابل، يطرح تساؤل مشروع حول مدى واقعية الأهداف المعلنة، خاصة في ظل غياب خارطة طريق دقيقة ومرنة تراعي التحولات الاقتصادية والاجتماعية. ومع ذلك، يعتبر هذا التوجه خطوة استراتيجية في سياق تعزيز التنمية المستدامة، تحقيق استقلالية طاقية، وخلق فرص اقتصادية جديدة، بما في ذلك فرص الشغل، توسيع آفاق البحث العلمي، وتوفير طاقة نظيفة أقل تكلفة على المدى البعيد.

يأتي هذا الالتزام في إطار تعهدات الرأس الأخضر بالمساهمة في الجهود الدولية لمواجهة التغير المناخي، خاصة في إطار اتفاق باريس للمناخ، حيث تعد الدولة من بين البلدان الإفريقية التي أبدت انخراطا متقدما في التحول الأخضر، رغم محدودية مواردها، وهو ما يجعل تجربتها محط اهتمام متزايد في الأوساط البيئية والتنموية الدولية.