مختارات من أدب الأفارقة // الحلقة 3.. رواية “الأشياء تتداعى” للروائي النيجيري تشينوا أتشيبي

تحرير: أفريكا آي

نقدم لزوار “أفريكا آي”، في الحلقة الثالثة من سلسلة “مختارات من أدب الأفارقة”، رواية من أهم الروايات التي صدرت في الفضاء الأدبي الإفريقي، وهي رواية “الأشياء تتداعى” لأحد أبرز الروائيين الكلاسيكيين الأفارقة الروائي النيجيري تشينوا أتشيبي (1930-2013) والذي عُرفت أعماله الروائية بمحاكاة التناقض القائم بين التقاليد الإفريقية والاستعمار الأجنبي.

وفي هذا الإطار تأتي روايته “الأشياء تتداعى” التي تدور حول أوكُونوكو، وهو رجل من قبيلة “الإيبو”، عُرف بقوته ونجاحه، كما سعى جاهدًا ليثبت عكس ما كان عليه والده الفقير والضعيف. يعيش أوكونوكو ملتزما بقيم صارمة لا تقبل المرونة ولا التنازل، ويعتبر الضعف عارًا يجب عدم الوقوع فيه بأي طريقة ومهما كان الثمن.

في خضم أحدات الرواية، يرتكب أوكونوكو جريمة قتل عن طريق الخطأ، فيُنفى بسببها من قريته سبع سنوات. أثناء غيابه، تبدأ قوى الاستعمار البريطاني التغلغل داخل قبيلته “الإيبو”، تحت راية التبشير المسيحي. ومن خلال عملها التبشري، ستعمل القوى البريطانية على تفكيك تقاليد القبيلة وقيمها.

أما المفاجأة، فتلاقي أوكونوكو عند عودته إلى قبيلته، حيث سيُصدم بما وجدها عليه من تغير في الأحوال والعقائد، فاشتد عليه القبول بالواقع الجديد وهو يرى المسيحية قد اخترقت كل مكان وقد استولت على قلب كل إنسان، بمن فيهم ابنه الذي هو من صلبه.

واقع لم يكن بطل الرواية ليقوى على تقبله واستيعابه والتكيف معه، فكانت النهاية مأساوية لا تخلو من دلالة على مأساة قبيلة بأكملها، بل قارة بأكملها. يقرر أوكونوكو الانتحار وكأنه يجسد بفعله هذا انتحار قبيلة بأكملها؛ أليس التخلي عن التقاليد انتحارا؟! هذا هو خطاب رواية تشينوا أتشيبي: “الأشياء تتداعى”.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض