إسرائيل تعترض سفينة “حنظلة” في عرض البحر وتمنعها من التوجه إلى غزة

تحرير: وداد وهبي

اعترضت البحرية الإسرائيلية مساء السبت الماضي، السفينة المدنية “حنظلة” أثناء إبحارها في المياه الدولية على بعد عشرات الأميال من سواحل غزة، ومنعتها من مواصلة مسارها نحو القطاع، في حادث أعاد تسليط الضوء على الجدل القائم بشأن الحصار البحري المفروض على غزة والمبادرات الدولية لكسره.

 كانت السفينة التي أبحرت من صقلية في 13 من شهر يوليوز الجاري، تحمل 21 شخصا من جنسيات مختلفة، بينهم برلمانيتان فرنسيتان وناشطون حقوقيون وصحفيون من أستراليا وقطر والولايات المتحدة. ووفقا للمنظمين، فقد كانت الرحلة تهدف إلى إيصال مساعدات رمزية إلى غزة، والتعبير عن التضامن مع سكانها.

وفي بيان رسمي، أكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن العملية تمت “وفقا للقانون”، وأن السفينة كانت “في طريقها إلى المياه الإسرائيلية”، وأن جميع من كانوا على متنها “بصحة جيدة”. في المقابل، وصف “تحالف أسطول الحرية”، الذي أشرف على المهمة، ما حدث بأنه “اعتراض عنيف” تم في المياه الدولية و”يمثل خرقا للقانون الدولي”.

وقد نقل الركاب إلى ميناء أسدود حيث خضعوا للتحقيق، وأفادت مصادر إعلامية بأن بعضهم بدأ إضرابا عن الطعام، ورفضوا التوقيع على تعهدات تمنعهم من العودة إلى غزة في المستقبل. ومن جهتها، طالبت جهات سياسية وحقوقية فرنسية وأسترالية بالإفراج الفوري عن المواطنين التابعين لها، في حين أعلنت السلطات الإسرائيلية نيتها ترحيل ثلاثة من النشطاء دون تحديد اي موعد.

يأتي هذا الحدث في سياق سلسلة من الإجراءات المماثلة؛ حيث سبق أن تم اعتراض سفينتين على الأقل خلال الأشهر الماضية أثناء محاولتهما الوصول إلى القطاع، بما في ذلك هجوم بطائرة مسيرة استهدف سفينة “Conscience” قبالة مالطا في  شهر ماي الماضي.

وتباينت الآراء حول دلالات الحادث؛ إذ تعتبره إسرائيل جزءا من تدابير أمنية لحماية سواحلها، بينما يراه نشطاء حقوقيون ومشاركون في البعثة محاولة لمنع مبادرات مدنية سلمية تسعى إلى كسر الحصار ولفت الانتباه إلى الأوضاع الإنسانية في غزة. وفيما يواصل بعض المحتجزين إضرابهم عن الطعام، تشير تحركات دبلوماسية إلى جهود للإفراج عنهم، وسط توقعات بمزيد من التحركات البحرية المماثلة في المستقبل.