الصومال وجيبوتي توقعان اتفاقية لتنظيم وجود القوات الجيبوتية وتعزيز التعاون الدفاعي

تحرير: ماهر الرفاعي

وقعت حكومتا الصومال وجيبوتي اتفاقية عسكرية تنظم بشكل رسمي وضع القوات الجيبوتية العاملة على الأراضي الصومالية، في خطوة تهدف إلى تعزيز التعاون الدفاعي وتوفير إطار قانوني وعملياتي واضح لمهام هذه القوات. جاء التوقيع في العاصمة جيبوتي، بحضور كبار المسؤولين من كلا البلدين، حيث مثل الجانب الصومالي وزير الدفاع أحمد معلم فقي، فيما وقع عن الجانب الجيبوتي القائم بأعمال وزير الدفاع علي حسن بهدون، وهو ما يعكس تطورا لافتا في العلاقات الدفاعية بين البلدين في سياق التحولات الأمنية التي يشهدها القرن الإفريقي.

تنص الاتفاقية على وضع مبادئ توجيهية تنظم مسؤوليات القوات الجيبوتية وآليات انتشارها، مع تحديد البروتوكولات القانونية والعملياتية في إطار التنسيق الثنائي. وينتظر أن تسهم هذه الخطوة في توسيع نطاق مشاركة جيبوتي في دعم عملية الانتقال الأمني الجارية في الصومال، بما يعزز الاستقرار المحلي ويدعم الجهود الحكومية لاستعادة السيطرة على مناطق لا تزال تحت تهديد الجماعات المسلحة. تأتي هذه الاتفاقية في وقت تسعى فيه مقديشو إلى تقليص الاعتماد على القوات الأجنبية تدريجيا، في مقابل تعزيز قدرات مؤسساتها الأمنية الوطنية.

أكد الجانبان على التزامهما المشترك بدعم سيادة الصومال وبناء مؤسساته الدفاعية، حيث صرح وزير الدفاع الصومالي بأن الاتفاقية تمثل نقلة نوعية في الشراكة الأمنية بين البلدين، بينما شدد المسؤولون الجيبوتيون على استمرار دعمهم لاستقرار الصومال وتنميته طويلة الأمد. تمثل هذه الاتفاقية امتدادا لدور جيبوتي في بعثة الاتحاد الإفريقي، خاصة في المناطق الوسطى من البلاد، ما يكرس حضورا فاعلا في جهود حفظ السلام ضمن مقاربة إقليمية شاملة للأمن.