البنين تستعيد القطع الأثرية الملكية وتطلق مشاريع متاحف جديدة لتعزيز التراث الثقافي

تحرير: ماهر الرفاعي

منذ استعادة بنين لمجموعة من الكنوز الملكية التي نهبت خلال الفترة الاستعمارية، دخلت البلاد مرحلة جديدة تركز على تجديد فضاءها الثقافي وتعزيز حضورها في الساحة الإفريقية. اختارت السلطات أن تجعل من هذه العودة نقطة انطلاق لسلسلة مشاريع كبرى، تشمل تشييد متحف يؤرخ لمسار ملوك أبومي والمحاربات المعروفات، بالإضافة إلى إنشاء متحف دولي للفودون في بورتو نوفو. تهدف هذه المبادرات إلى إعادة القطع الفنية إلى بيئتها التاريخية الأصلية وإعطائها المكانة التي تستحقها ضمن السياق الثقافي الوطني، مع دعم جهود تصنيف القصور الملكية ضمن التراث العالمي.

تعمل بنين على ترسيخ هذا التوجه من خلال تنظيم فعاليات تبرز التنوع الثقافي والروحي، مثل مهرجان الأقنعة الذي يجمع فرقاً من عدة دول ويجذب الزوار من مختلف أنحاء المنطقة. كما تولي الحكومة اهتماماً خاصاً بالتقاليد الدينية عبر إعادة تقديم الفودون كعنصر مركزي في الهوية الوطنية ورافعة للتنمية السياحية. تسعى البلاد بذلك إلى كسر الصور النمطية حول موروثها، وإعادة بناء علاقتها بماضيها بطريقة تخدم طموحاتها الاقتصادية والثقافية.

وتعتمد الاستراتيجية الحكومية على تطوير منظومة متحفية عصرية تضم منشآت حديثة في أبومي وبورتو نوفو وويده وكوتونو، بهدف تحويل بنين إلى وجهة بارزة في المجالين الثقافي والسياحي خلال السنوات المقبلة. وضعت السلطات هدفا لزيادة عدد السياح الدوليين بشكل كبير بحلول 2030، مستندة إلى استثمارات كبيرة في القطاعين الثقافي والسياحي. وبينما تتحرك عدة دول أفريقية للمطالبة باسترداد إرثها التاريخي، تتميز بنين بالجمع بين إعادة الممتلكات الملكية وتطوير بنية ثقافية متكاملة تواكب طموحاتها الوطنية والإقليمية.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض