تيمقاد: مدينة رومانية في قلب الجزائر تعيد كتابة تاريخ شمال إفريقيا

تحرير: ماهر الرفاعي

تنهض تيمقاد من عمق التراب الجزائري كأثر معماري استثنائي يجسد تعقيدات التاريخ في شمال إفريقيا. أنشأها الإمبراطور تراجان عام 100 ميلادية كحصن عسكري في قلب جبال الأوراس، لكنها سرعان ما تحولت إلى مركز حضري نابض بالحياة، يجمع بين الدقة المعمارية الرومانية وطموحات التوسع الإمبراطوري.

يعكس تخطيط المدينة، القائم على نموذج الشبكة المستطيلة، فهما متقدما للتنظيم المدني، ويقدم نظرة معمقة على الكيفية التي أديرت بها المستعمرات الإفريقية من حيث الإدارة، البنية التحتية، والاندماج الثقافي.

تشهد بقايا المعالم، من المسرح القديم إلى قوس النصر والمباني العامة التي كانت مخصصة للتعليم والثقافة، على تحول المدينة إلى عقدة حضارية ربطت شمال إفريقيا بباقي مدن البحر المتوسط. وتدل الزخارف الدقيقة والهندسة المتقنة على مستوى متقدم من التخطيط، استخدمته روما لترسيخ نفوذها السياسي والثقافي في القارة.

ورغم أن الزمن طمس أجزاء من المدينة، ظل الموقع مصدرا أساسيا لفهم طبيعة الحضور الروماني في المنطقة. ومنذ القرن التاسع عشر، ساهمت أعمال التنقيب المتواصلة في إعادة تشكيل الذاكرة الجماعية حول تاريخ شمال إفريقيا.

اليوم، تقف تيمقاد كشاهد بصري على لحظة مفصلية من تاريخ البحر المتوسط، وتمنح فرصة فريدة لقراءة تقاطعات القوة والثقافة والهوية في العصور القديمة، وتعيد طرح سؤال مركزي: كيف نكتب تاريخنا من قلب جغرافياته القديمة؟

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض