نيجيريا تتحدى واشنطن: رفض لترحيل المهاجرين ومطالبة بعلاقات أكثر ندية

تحرير: وداد وهبي

 في موقف لافت يعكس تحولا في علاقات إفريقيا مع القوى الغربية، أعلنت نيجيريا رفضها الصريح لمحاولات الولايات المتحدة ترحيل مهاجرين من دول ثالثة إلى أراضيها، مؤكدة أنها لن تستخدم “كمستودع” لحل أزمات الهجرة الأميركية، رغم الوعود بحوافز اقتصادية وتجارية.

وأفادت مجلة فورين بوليسي أن وزير الخارجية النيجيري، يوسف توغار، صرح في شهر يوليوز الماضي بأن بلاده “تواجه من التحديات ما يكفي”، وأنها غير مستعدة لاستقبال لاجئين لا تربطهم بها أي صلات. جاء ذلك خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية مجموعة بريكس في البرازيل.

وقد اعتبرت الكاتبة النيجيرية أولاجوموكي أيانديلي أستاذة العلاقات الدولية في جامعة نيويورك، في مقالها أن رفض نيجيريا لا يتعلق فقط بمسألة الترحيل، بل هو رفض أوسع للمنطق التبادلي الذي هيمن لعقود على العلاقات الأميركية-الإفريقية، حيث تقدم المساعدات مقابل تنفيذ سياسات غربية.

أوضحت أيانديلي أن نيجيريا تستند في سياستها الخارجية إلى أربع ركائز أساسية: الديمقراطية والتنمية والديموغرافيا والشتات، وتسعى لتأكيد استقلالها وقدرتها على اتخاذ قراراتها دون وصاية.

ترفض نيجيريا تحمل تبعات إضافية في ظل ضغوط داخلية متصاعدة، تشمل ارتفاع معدلات انعدام الأمن الغذائي  و تفاقم البطالة والنزاعات المسلحة في الشمال ونقص الموارد. ووفقا للتقارير، فإن نسبة الاكتظاظ في السجون تجاوزت 137%، مما يجعل استقبال المرحلين أمرا غير قابل للتطبيق.

ترى الكاتبة أن نيجيريا تمهد لموقف إفريقي جديد، يتخلى عن دور “المنفذ” الذي فرضته القوى الغربية، ويرفض العقود المشروطة مقابل المساعدات. وأشارت إلى أن دولا مثل جنوب إفريقيا قد اتخذت مواقف مشابهة، متحدية ضغوطا أميركية بشأن علاقاتها مع روسيا وإيران.

وفي المقابل، تلجأ نيجيريا وشركاؤها الجدد إلى دول كالصين وروسيا وتركيا وقطر، التي تقدم استثمارات دون شروط سياسية، رغم ما قد يرافقها من تحديات تتعلق بالحوكمة أو الدين.

يأتي موقف نيجيريا كتحذير واضح للولايات المتحدة إذ ان مفاتيح التأثير لم تعد كما كانت، و أنه على واشنطن أن تعيد التفكير في نهجها تجاه القارة السمراء، إذا أرادت الحفاظ على علاقات استراتيجية فعالة.

وتختم أيانديلي بالقول إن هذا الموقف النيجيري ليس مجرد رفض فني، بل يعكس توجها استراتيجيا نحو سياسة خارجية واقعية، مستقلة، ومحورها السيادة الوطنية.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض