آلاف المتظاهرين يجتاحون جسر سيدني دعما لغزة وسط هطول الأمطار

تحرير: وداد وهبي

رغم الأمطار الغزيرة، خرج عشرات الآلاف في مسيرة “من أجل الإنسانية” فوق جسر سيدني الشهير، تنديدًا بالعدوان الإسرائيلي على غزة، ومطالبين بوقف فوري لإطلاق النار. وقد جاءت التظاهرة بعد موافقة استثنائية من المحكمة العليا قبل أقل من 24 ساعة من انطلاقها، في قرار وصفه المنظمون بـ”التاريخي”.

حمل المتظاهرون الذين تجاوز عددهم 90 ألفا وفق تقديرات الشرطة ،لافتات تطالب السياسيين بالتحرك، و قد تصدرت المشهد لافتة ضخمة كتب عليها: “مسيرة من أجل الإنسانية: أنقذوا غزة”، وسط انتشار الأعلام الفلسطينية بألوانها الأربعة.

و قد شهدت المسيرة حضور وجوه بارزة، من بينهم مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج، والنائب الفيدرالي إد حسين، ورئيس حكومة نيو ساوث ويلز السابق بوب كار.

كانت الأسر حاضرة بقوة، بما في ذلك أولياء أمور مع أطفال رضع. يقول أحد المشاركين، أليك بيفيل، وهو أب لطفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات: “ما يحدث في غزة يؤثر علينا هنا أيضًا… يمكننا أن نفعل المزيد للمساعدة.” فيما انتقدت متظاهرة أخرى، زارا ويليامز، تقاعس الحكومة الأسترالية عن فرض عقوبات صارمة على إسرائيل، واعتبرت أن “أستراليا لا يمكنها أن تبقى مكتوفة الأيدي إزاء تجويع شعب بأكمله”.

وقبيل انتهاء المسيرة، تلقى الحضور رسالة نصية من شرطة نيو ساوث ويلز تطلب منهم التوقف عن التقدم والعودة باتجاه المدينة بشكل منظم حرصا على السلامة العامة.

لم يكن الاحتجاج مضمونا في البداية، إذ رفضت الشرطة منح الترخيص بدعوى عدم توفر الوقت الكافي لإعداد خطة مرورية، محذرة من مخاطر أمنية محتملة. إلا أن المحكمة العليا رفضت طلب الشرطة بحظر المسيرة، معتبرة أن المنظمين  قد قدموا أسبابا ملحة تتعلق بالوضع الإنساني في غزة.

وأكدت القاضية بيليندا ريغ أن مخاوف السلامة “مبررة”، لكنها رأت أنه لا دليل على أن الحظر سيزيد من الأمان، وأمرت بإغلاق الجسر والطرق المحيطة به لتأمين المسيرة.

ورغم الطابع السلمي للمسيرة، عبرت جهات يهودية عن “خيبة أملها” من قرار المحكمة. في المقابل، تتصاعد الضغوط على الحكومة الأسترالية للاعتراف بدولة فلسطين، بعد أن لمحت فرنسا وكندا والمملكة المتحدة إلى استعدادها للقيام بذلك في الجمعية العامة المقبلة للأمم المتحدة.