المصالح الهندية في إفريقيا.. أبرز الشركات والاستثمارات

تحرير: أفريكا آي

تشهد القارة الإفريقية تزايداً ملحوظاً في حجم الاستثمارات الهندية، مع دخول شركات هندية كبرى إلى قطاعات حيوية في عدة دول إفريقية. ويعكس هذا التوجه رغبة نيودلهي في توسيع نفوذها الاقتصادي وتعزيز روابطها مع القارة التي تُعدّ أحد أسرع الأسواق نمواً في العالم.

من أبرز الشركات الهندية العاملة في إفريقيا مجموعة Tata Group التي تنشط في قطاعات متعددة، من صناعة السيارات إلى تكنولوجيا المعلومات والفنادق. وقد أنشأت الشركة مصانع ومراكز توزيع في دول مثل جنوب إفريقيا وكينيا ونيجيريا، وأسهمت في توفير فرص عمل محلية وتعزيز سلاسل التوريد.

كما تلعب شركات الأدوية الهندية، مثل Cipla وSun Pharma وDr. Reddy’s, دوراً محورياً في دعم القطاع الصحي الإفريقي، حيث تُعدّ من الموردين الرئيسيين للأدوية منخفضة التكلفة. وقد أقامت بعض هذه الشركات منشآت إنتاج محلية، ما ساهم في تحسين الوصول إلى الأدوية الأساسية في عدد من الدول.

وفي قطاع الاتصالات، حققت شركة Bharti Airtel حضوراً بارزاً عبر استحواذها على عمليات شركة Zain في إفريقيا عام 2010. ومنذ ذلك الحين، وسّعت Airtel خدماتها لتشمل أكثر من 15 بلداً إفريقياً، مقدمة خدمات الاتصالات والإنترنت لملايين المستخدمين، وساهمت في تطوير البنية التحتية الرقمية.

أما شركات الطاقة والموارد الطبيعية الهندية، مثل ONGC Videsh وVedanta Resources، فاستثمرت في مشاريع لاستخراج النفط والمعادن في دول مثل أنغولا والسودان وموزمبيق. وتوفر هذه الاستثمارات دعماً لاقتصادات هذه الدول، بينما تضمن للهند تأمين مواردها الاستراتيجية.

قطاع الزراعة أيضاً يشهد حضوراً متزايداً للشركات الهندية، مثل Karuturi Global، التي تستثمر في زراعة الأرز والقمح والخضروات في دول مثل إثيوبيا. وتثير هذه المشاريع نقاشات حول الأمن الغذائي، لكنها تمثل في الوقت نفسه فرصة لنقل التكنولوجيا وتحسين الإنتاج الزراعي.

وبوجه عام، تسهم الشركات الهندية في إفريقيا ليس فقط من خلال ضخ رؤوس الأموال، بل أيضاً من خلال نقل المهارات وبناء القدرات المحلية. ومع تنامي الاهتمام الهندي بالقارة، يُتوقع أن يتسع نطاق هذه الاستثمارات ليشمل مجالات جديدة مثل التكنولوجيا الخضراء، والبنية التحتية الذكية، والتعليم الرقمي.