أخطر الكوارث الطبيعية التي هزّت القارة السمراء

تحرير: أفريكا آي

رغم ما تزخر به إفريقيا من ثروات طبيعية وبشرية، إلا أنها ظلت ساحةً لكوارث طبيعية متكررة خلّفت جراحًا غائرة في نسيجها الاجتماعي والاقتصادي. من الزلازل المدمّرة إلى الجفاف القاتل، ومن الفيضانات الجارفة إلى الأعاصير العنيفة، واجهت القارة السمراء سلسلة من الكوارث التي كشفت هشاشة البنية التحتية، وغياب أنظمة الإنذار المبكر، وضعف الاستجابة الطارئة في كثير من الأحيان. في هذا المقال، نستعرض أبرز وأخطر الكوارث الطبيعية التي عصفت بإفريقيا في العقود الأخيرة:

 

1. الجفاف القاتل في القرن الإفريقي (1983–1985)

شهدت إثيوبيا موجة جفاف كارثية تسببت في مجاعة غير مسبوقة أودت بحياة أكثر من مليون شخص، ودفعت الملايين إلى حافة الهلاك. وقد فاقمت النزاعات السياسية من حجم الكارثة، وسط تقاعس دولي آنذاك.

2. زلزال الأصنام في الجزائر (1980)

بلغت قوته 7.3 درجات على مقياس ريختر، وخلّف أكثر من 2,600 قتيل، ودمّر مدينة الأصنام (الشلف حاليًا) بشكل شبه كامل. وقد شكّل هذا الزلزال صدمة وطنية ألقت بظلالها لسنوات على البنية العمرانية في البلاد.

3. بركان نيراغونغو في الكونغو الديمقراطية (2002)

اجتاحت الحمم البركانية مدينة غوما في مشهد apocalyptic، حيث قُتل أكثر من 250 شخصًا وشُرّد مئات الآلاف. لم يكن البركان أول كارثة تضرب تلك المنطقة، لكنه كان من أشدها وطأة في تاريخها الحديث.

4. فيضانات موزمبيق المدمّرة (2000)

غمرت المياه مدنًا بأكملها، وخلّفت أكثر من 700 قتيل ونزوح واسع النطاق. لولا تدخل المساعدات الدولية، لكانت الحصيلة أكثر فداحة. الكارثة سلّطت الضوء على هشاشة البنية التحتية في وجه تغيّرات الطقس.

5. زلزال الحسيمة في المغرب (2004)

بلغت شدته 6.3 درجات، وأدى إلى مقتل أكثر من 600 شخص في وقت قصير، وسط انهيار واسع في الأبنية السكنية. مثّل الزلزال جرس إنذار للسلطات حول ضرورة تحديث معايير البناء ومخططات الإنقاذ.

6. إعصار إيداي (2019) – العاصفة التي اجتاحت ثلاث دول

اجتاح الإعصار موزمبيق وزيمبابوي وملاوي، وخلف أكثر من 1,300 قتيل، ومشاهد دمار شاملة. وُصف بأنه من أقوى الأعاصير التي ضربت نصف الكرة الجنوبي، وأدى إلى تفشي الأمراض ونقص حاد في المياه والغذاء.

7. جفاف الساحل الإفريقي (السبعينيات والثمانينيات)

امتدت المجاعة من السنغال حتى تشاد، وأثّرت على أكثر من 30 مليون نسمة. الكارثة غذّت موجات هجرة داخلية ضخمة، وعمّقت الأزمات السياسية والاجتماعية في عدد من دول المنطقة.

8. فيضانات السودان (2020)

وصل منسوب النيل إلى مستويات غير مسبوقة منذ 100 عام، وتسببت الفيضانات في تدمير آلاف المنازل والمزارع، وإعلان حالة الطوارئ في البلاد. الكارثة أثارت تساؤلات حول تغيّر المناخ العالمي وأثره المباشر على النيل.

9. اجتياح الجراد الصحراوي لشرق إفريقيا (2020)

غزت أسراب الجراد أراضي كينيا والصومال وإثيوبيا، مُدمّرة المحاصيل ومهددة الأمن الغذائي لملايين السكان. ورغم التكنولوجيا الحديثة، فإن دول المنطقة وجدت صعوبة في التصدي لهذا الغزو البيئي واسع النطاق.

10. حرائق الغابات في الجزائر (2021)

أتت النيران على آلاف الهكتارات شمال الجزائر، وأودت بحياة العشرات، من بينهم جنود حاولوا التصدي للكارثة. اندلعت الحرائق وسط موجة حر غير مسبوقة، مما زاد الشكوك حول أثر التغير المناخي في تكرار هذه الظواهر.

 

ختامًا: حين تصبح الطبيعة خصمًا

تعكس هذه الكوارث المتكررة الحاجة الملحّة لتعزيز قدرات دول إفريقيا في مواجهة الأزمات الطبيعية، عبر الاستثمار في أنظمة الرصد المبكر، والتخطيط العمراني المقاوم للكوارث، والتعاون الإقليمي في مجالات الإغاثة والإنقاذ. فالكارثة لا تعرف الحدود، ولا ترحم الضعفاء.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض