“الأتييكي الإيفواري” على قائمة اليونسكو للتراث

تحرير: سلمى كرماس

ادرجت منظمة اليونسكو طبق الأتييكي، احد اشهر الاطباق التقليدية في ساحل العاج، ضمن قائمتها للتراث الثقافي غير المادي، في اعتراف عالمي بقيمته الثقافية والاجتماعية. يحضر هذا الطبق من جذور الكسافا المخمرة، ويعرف محليا بلقب الكسكس الإيفواري، ويعد جزءا من الحياة اليومية للإيفواريين، حيث يقدم عادة مع السمك المشوي. وتتناقل النساء وصفة تحضيره من جيل إلى جيل، ما يجعله اكثر من مجرد وجبة، بل رمزا لهوية وطنية ضاربة في عمق التاريخ الشعبي.

لا يقتصر حضور الأتييكي على كونه طعاما تقليديا، بل يشكل ايضا مصدرا للرزق وفرصا اقتصادية للنساء في المجتمعات الريفية. عملية تحضيره تستغرق يومين الى ثلاثة ايام، وتبدأ بتقشير الكسافا وبشرها، ثم تخميرها وتجفيفها وطهيها. تعتبر جماعات مثل الإبريي والاديوكرو من امهر صناع هذا الطبق، ويعتبرنه ارثا ثقافيا عريقا تناقلنه عبر الاجيال.

في السنوات الاخيرة، تجاوز الأتييكي حدود ساحل العاج ليصل الى الاسواق الاوروبية والامريكية، حيث تقوم شركات مثل كوترابي بتصدير عشرات الاطنان سنويا. هذا الانتشار دفع السلطات المحلية الى تسجيل اسم الأتييكي كعلامة محمية ومنع بلدان اخرى من تسويق منتجات مشابهة تحت الاسم نفسه، في خطوة تهدف الى الحفاظ على اصالة الطبق ومكانته في السوق العالمية.

ادراج الأتييكي ضمن التراث الثقافي العالمي يضاف الى قائمة الاعترافات التي طالت تقاليد الطهي في غرب افريقيا، كما حدث مع طبق تيبو ديون السنغالي. هذه الاطباق لا تمثل مجرد وصفات، بل تعكس تاريخا عميقا وهوية متجذرة، وتعد وسيلة فعالة لنقل الثقافة بين الاجيال. واعتراف اليونسكو بها يؤكد اهمية حماية التراث غير المادي كجزء لا يتجزأ من الذاكرة الجماعية للشعوب.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض