طب الأعشاب في غانا: بين الإرث التقليدي والاعتراف الطبي الحديث

تحرير : سلمى كرماس

تعد غانا من أبرز الدول الإفريقية التي ما تزال تحافظ على إرثها العلاجي التقليدي، حيث يعتمد سكانها بشكل واسع على الأدوية العشبية لعلاج مجموعة من الأمراض. هذا الإقبال الشعبي على الطب الطبيعي دفع الحكومة إلى إنشاء مؤسسات بحثية وتنظيمية تهدف إلى دمج هذه الممارسات في النظام الصحي الرسمي. ويُعد مركز أبحاث طب النبات في مامبونغ من أبرز المراكز على مستوى القارة، حيث طوّر ما يزيد على 30 دواءً عشبيًا تمت دراسته وتوثيق فعاليته.

بدأ التحول الرسمي نحو الاعتراف بطب الأعشاب منذ ستينيات القرن الماضي، مع تأسيس جمعية المعالجين التقليديين، وتواصل هذا التوجه من خلال إنشاء مديرية الطب التقليدي، ودمج الأدوية العشبية تدريجيًا في المستشفيات العمومية. كما أطلقت جامعة كوامي نكروما أول برنامج بكالوريوس في طب الأعشاب لتخريج ممارسين مؤهلين علميًا، يتلقون تدريبًا عمليًا ونظريًا في مؤسسات مرموقة، بما في ذلك مستشفى “تيتيه كوارشي”.

تتميّز الأدوية العشبية في غانا بكونها أقل تكلفة ومتاحة على نطاق واسع، بسبب وفرة النباتات الطبية في البلاد. ويُنظر إليها كبدائل فعّالة للأدوية الصيدلانية، خاصة في علاج أمراض مثل الملاريا، الإكزيما، أو حتى العجز الجنسي. وتستند شعبيتها إلى اعتقاد واسع النطاق بفعاليتها العالية وانخفاض آثارها الجانبية، إلى جانب تراث طويل من المعرفة التقليدية المدعومة تدريجيًا بالأبحاث العلمية.

اليوم، تسعى غانا لضمان سلامة هذه المنتجات عبر رقابة مشددة من هيئة الغذاء والدواء ومجلس ممارسي الطب التقليدي، إضافة إلى إصدار قانون خاص بتقنين استعمالات الأعشاب الطبية. وبفضل هذه الإجراءات، نجحت غانا في أن تكون نموذجًا رائدًا في إفريقيا، خاصة في مجال تنظيم وتطوير قطاع الأدوية العشبية، مع الحفاظ على الموروث الثقافي وتمكين الوصول العادل إلى العلاجات الطبيعية الفعّالة.

واتساب تابع آخر الأخبار على واتساب تليجرام تابع آخر الأخبار على تليجرام أخبار جوجل تابع آخر الأخبار على جوجل نيوز نبض تابع آخر الأخبار على نبض