“ميرسك” توقف الشحن المباشر بين جنوب أفريقيا والولايات المتحدة وسط توترات متصاعدة

تحرير: صفاء فتحي

أعلنت شركة ميرسك الدانماركية، إحدى أكبر شركات الشحن البحري في العالم، عن قرار وقف رحلاتها المباشرة بين جنوب أفريقيا والولايات المتحدة اعتبارا من الأول من أكتوبر المقبل. يأتي هذا القرار في ظل تغييرات واسعة تشهدها سلاسل التوريد العالمية، وأوضحت الشركة أن الخطوة تأتي في إطار إعادة هيكلة تشغيلية وتعديل في شبكات التوريد. إلا أن توقيت الإعلان أثار قلق المصدرين الجنوب أفريقيين، الذين يعتمدون على الخطوط المباشرة للوصول بكفاءة إلى السوق الأمريكية.

وتتزامن هذه الخطوة مع توتر متصاعد في العلاقات التجارية والسياسية بين بريتوريا وواشنطن، لا سيما عقب تهديدات أمريكية بمراجعة أهلية جنوب أفريقيا ضمن اتفاقية “أغوا”، التي تسمح لدول أفريقية بتصدير آلاف المنتجات إلى الولايات المتحدة دون رسوم جمركية. ويعزى قرار ميرسك في هذا السياق إلى تحولات عميقة في المشهد التجاري بين البلدين، مما قد يؤثر سلبا على بيئة التصدير في جنوب أفريقيا، التي تواجه تحديات متزايدة في سلاسل الإمداد بسبب التغيرات اللوجستية.

تشير التقديرات إلى أن زمن الشحن المباشر، الذي كان يتراوح بين أربعة وستة أسابيع، قد يمتد إلى ما بين ستة وثمانية أسابيع أو أكثر، نتيجة تحويل الشحنات عبر موانئ أوروبية تشهد فترات ازدحام متكررة. ومن المتوقع أن ترتفع التكاليف بنسبة تتراوح بين 20 و40 في المائة، بسبب زيادة مصاريف الوقود، المناولة، ورسوم التحويل التي قد تصل إلى 250 دولارا للحاوية، إلى جانب رسوم موسم الذروة التي قد تتجاوز ألف دولار للحاوية الكبيرة. ويضع هذا الواقع تنافسية المصدرين الجنوب أفريقيين تحت الضغط، إذ تهدد زيادة التكاليف وتأخر وصول البضائع إلى الأسواق بتراجع القدرة التصديرية، لا سيما في القطاعات التي تعتمد على سرعة وكفاءة النقل.